﴿الْحَيَاةُ الدُّنْيَا﴾: الدّنيا: صفة، والدّنيا مشتقة من الدّنو والقرب؛ أي: القريبة أو الحياة السّفلى، وقد تسمى العاجلة.
﴿لَعِبٌ﴾: اللعب: هو شغل لا يُلهي عن واجب فإذا صرف الإنسان عن واجب؛ أي: انشغل باللعب عن الصّلاة يسمى اللعب لهواً.
﴿وَلَهْوٌ﴾: هو شغل يُلهي عن واجب وهو أسوأ من اللعب، وهو أعم من اللعب. وقدم اللعب على اللهو في هذه الآية؛ ارجع إلى سورة العنكبوت آية (٦٤) للمقارنة حيث قدم اللهو على اللعب.
واللعب بالنسبة للأطفال أمر طبيعي وعادي، وأمّا بالنّسبة للكبار فهو مذموم إن شغل صاحبه عن فرض أو واجب، واللعب إذا كان يتمثل بالرّياضة والسّباحة أو غايته بناء الجسم أو نقص الوزن ومكافحة السّمنة فهو أمر جيد، شرط أن لا يشغل العبد عن صلاته أو واجبه.
﴿وَتَكَاثُرٌ فِى الْأَمْوَالِ وَالْأَوْلَادِ﴾: وانتبه إلى قوله: (في الأموال والأولاد)، ولم يقل بالأموال وبالأولاد، في: ظرفية، استعمل في لكي لا يحدد المبلغ وإنما تركه مفتوحاً الآلاف أو الملايين أو أكثر، ولو استعمل الباء لحدّد كقوله تعالى: ﴿الَّذِينَ يُنْفِقُونَ أَمْوَالَهُم بِالَّيْلِ وَالنَّهَارِ﴾ [البقرة: ٢٧٤] فهو حدّد، والتّكاثر في الأموال والأولاد قد يكون للتفاخر بينكم، وقدّم الأموال على الأولاد؛ لأنّ الأموال أعمّ فكلّ فرد عنده المال وأمّا الأولاد فهناك الكثير ممن ليس له ولد.
﴿كَمَثَلِ غَيْثٍ﴾: الكاف للتشبيه، غيث: ولم يقل مطر؛ لأنّ الغيث فيه معنى