للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

النّفع والرّحمة، والمطر فيه معنى الضّرر والفيضانات وغيره (من خصائص لغة القرآن).

﴿أَعْجَبَ الْكُفَّارَ نَبَاتُهُ﴾: الكفار: الزُّرّاع أو الفلاحين، سموا كفاراً من الكفر: وهو السّتر لغةً؛ لسترهم البذر في التّراب بعد حرث الأرض وإلقاء البذر فيها؛ أي: أعجب الزُّراع بعد نموّه واستبشروا وفرحوا به.

﴿ثُمَّ يَهِيجُ فَتَرَاهُ مُصْفَرًّا﴾: ثمّ للترتيب والتّراخي؛ أي: آن حصاده، بلغ النّبات أشُدَّه.

﴿ثُمَّ يَكُونُ حُطَامًا﴾: ثمّ يتكسّر ويفتّت؛ ليخرج منه الحب ويبقى القش التّبن؛ لتدوسه الحيوانات وتأكل منه، وهكذا حال الدّنيا وسرعة زوالها بعد خضارتها ونضارتها التي تمثل مرحلة الشّباب تأتي مرحلة الكهولة ثمّ الشيخوخة والموت. وإذا قارنا قوله تعالى: ﴿ثُمَّ يَكُونُ حُطَامًا﴾ مع قوله تعالى في الآية (٢١) من سورة الزمر: ﴿ثُمَّ يَجْعَلُهُ حُطَامًا﴾: نجد في الفعل يكون حطاماً يعد إلى النبات، وأما الفعل في يجعله حطاماً يعود إلى الله سبحانه.

﴿وَفِى الْآخِرَةِ عَذَابٌ شَدِيدٌ﴾: للذين كفروا وكذبوا بآيات الله، ولم يقل من الله؛ لأنه لا يجوز أن ينسب السوء إلى الله تعالى؛ لأنه بما قدت أو كسبت أيديهم.

﴿وَمَغْفِرَةٌ مِنَ اللَّهِ وَرِضْوَانٌ﴾: مغفرة: إسقاط العقاب، وإيجاب الثواب، والرضوان: كثير الرضا؛ الرضا من الله تعالى للذين آمنوا بالله ورسله.

في هذه الآية قدّم العذاب على المغفرة والمغفرة على رضوان الله، المغفرة: يُحتاج إليها لدخول الجنة، والرّضوان: يكون بعد الدّخول إلى الجنة ولا يكون إلا من الله تعالى وحده.

﴿وَمَا الْحَيَاةُ الدُّنْيَا إِلَّا مَتَاعُ الْغُرُورِ﴾: ارجع إلى سورة آل عمران الآية (١٨٥) وسورة فاطر آية (٥).

<<  <  ج: ص:  >  >>