للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

سورة القمر [٥٤: ٥٤]

﴿إِنَّ الْمُتَّقِينَ فِى جَنَّاتٍ وَنَهَرٍ﴾:

﴿إِنَّ الْمُتَّقِينَ﴾: إن للتوكيد.

﴿فِى جَنَّاتٍ وَنَهَرٍ﴾: جمع الجنات وحدّ النّهر، بينما في الآيات الأخرى في جنات تجري من تحتها الأنهار. فلماذا جمع الجنات وأفرد النهر؛ لأن:

﴿وَنَهَرٍ﴾: اسم جنس يعني: النّهر الواحد أو الاثنين أو الثّلاثة أو أكثر. وفسر ابن عباس ونهر: قد تكون مشتقة من النهار: أي: الضياء، أي: هم في جنات ونور، وقد تعني السعة: سعة المنازل، والرزق، والعيش، وقد تعني: كل ذلك؛ فهذه الكلمة نهر: قد جمعت كل تلك المعاني.

سورة القمر [٥٤: ٥٥]

﴿فِى مَقْعَدِ صِدْقٍ عِنْدَ مَلِيكٍ مُّقْتَدِرٍ﴾:

﴿فِى﴾: ظرفية مكانية.

﴿مَقْعَدِ صِدْقٍ﴾: في مكان مرضيٍّ حقٍّ ثابت لا يزول ولا يتغيَّر، ويعني الخير: وهو الجنة؛ فهي المقام الوحيد الصدق الذي لا يزول.

﴿عِنْدَ﴾: العندية هنا لا مثيل لها، عندية القربى والزّلفى والدّرجة الرّفيعة.

﴿مَلِيكٍ﴾: أيْ: الملك العظيم الحاكم؛ بل هو: أعظم الملوك ذو الملك الواسع الذي له ما في السموات وما في الأرض وما بينهما وليس ملك، مليك أبلغ من ملك على وزن فعيل، وتدل على الثّبوت عند مليك عظيم القدرة .

﴿مُّقْتَدِرٍ﴾: القدرة: البالغة التي لا يحدها والتي لا نهاية لها، تفيد المبالغة في القدرة لا يعجزه شيء في الأرض ولا في السّماء عظيم القدرة والعطاء والجزاء والكرم شديد القدرة، ومقتدر أبلغ من قدير.

<<  <  ج: ص:  >  >>