للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

تعالى أنّه علَّم عباده القرآن، ويسره عليهم، فقد قال في أربع آيات في سورة القمر: ﴿وَلَقَدْ يَسَّرْنَا الْقُرْآنَ لِلذِّكْرِ فَهَلْ مِنْ مُّدَّكِرٍ﴾ [القمر: ١٧]؛ ليؤكد على هذا الأمر العظيم.

سورة الرحمن [٥٥: ٣]

﴿خَلَقَ الْإِنسَانَ﴾:

لطاعته ولعبادته، فقد قال تعالى: ﴿وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ﴾ [الذاريات: ٥٦]، وعبادته سبحانه لا تتم إلا بتعلم القرآن، فكيف نصلي من دون القرآن، وقدَّم علم القرآن على خلق الإنسان؛ لأنّ القرآن العظيم أسبق في الوجود من خلق الإنسان، وكأنّ إحدى العلل لخلق الإنسان هي تعلم القرآن.

وكلمة الإنسان مشتقة من الإنس خلاف النّفور، أيْ: يأنس بغيره أو مشتقة من الإيناس؛ أي: كونه يُرى وظاهر، وليس كالجن مختفياً عن الأبصار.

الإنسان: اسم جنس.

سورة الرحمن [٥٥: ٤]

﴿عَلَّمَهُ الْبَيَانَ﴾:

﴿عَلَّمَهُ الْبَيَانَ﴾: هاء الضمير تعود على الرحمن، فالرحمن علم آدم الأسماء كلها، فهو أول الأنبياء وعلم الرسل والأنبياء عن طريق الوحي، ثم تعلم جيل عن جيل.

﴿الْبَيَانَ﴾: يعني: القدرة على التعبير عما يجول في النفس؛ أي: النّطق والكتابة والفهم والقول، والقدرة على التعلم والتعبير، والبيان في الحقيقة: إظهار المعنى للنفس كائناً ما كان؛ فهو في الحقيقة من قبيل القول. (معجم الفروق اللغوية).

سورة الرحمن [٥٥: ٥]

﴿الشَّمْسُ وَالْقَمَرُ بِحُسْبَانٍ﴾:

﴿بِحُسْبَانٍ﴾: الباء للإلصاق؛ بحسبان: (للاستعانة بها على حساب الزّمن)، حسبان: على وزن فعلان صيغة مبالغة في الحساب والدّقة للزمن، فهو ليس مجرد

<<  <  ج: ص:  >  >>