﴿فَكَيْفَ كَانَ عَذَابِى وَنُذُرِ﴾: فكيف الفاء للتوكيد، فكيف للاستفهام الذي يحمل معنى التّهويل والتّعجب والتّعظيم.
كان عذابي لهم: وصف هذا العذاب في الآية التّالية آية (١٩) هو الريح الصّرصر العاتية.
نذر: مصدر أنذر ونذر جمع على لسان هود أنذرهم المرات العديدة، وإذا نظرنا في الآية (٢١) في نفس السورة نجد مرة ثانية يقول تعالى: ﴿فَكَيْفَ كَانَ عَذَابِى وَنُذُرِ﴾ فالأولى: قد تعني قبل أن يجعلهم كأنهم أعجاز منقعر (قبل وقوع العذاب)، والآية (٢١) بعد وقوع العذاب، وقيل: الأولى لتحذيرهم وما أصابهم، والآية (٢١) لتحذير غيرهم والاتعاظ بما أصاب قوم عاد، وقد تكون للتهويل، والتوريع، والترهيب أيضاً، وكذلك زمن تقديم العذاب على النذر.
﴿أَرْسَلْنَا عَلَيْهِمْ﴾: أي: الرّيح الصّرصر العاتية، أيْ: على قوم عاد.
﴿رِيحًا صَرْصَرًا﴾: ريح في القرآن تحمل معنى العذاب والشّر بشكل عام إلا مع سليمان ﵇؛ فقد سخرها الله تعالى له ليتصرف بها كيف يشاء في الخير أو الشر بعكس الرّياح تحمل معنى الخير والمنفعة، وهذه من خصوصيات القرآن.
ريحاً صرصراً: ريح شديدة البرودة المهلكة، ولها صوت الصّرير من الصّر وهو شدة البرد الذي يصر الجلد، أيْ: يُقبض أوعية الجلد الدّموية الدقيقة؛ مما يؤدِّي إلى نقص تروية الجلد والآلام الشّديدة، وبالتّالي موت الجلد وبتر الأصابع