للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

﴿فَلَا تُزَكُّوا أَنفُسَكُمْ هُوَ أَعْلَمُ بِمَنِ اتَّقَى﴾: أي ويعلم ما تكسب كل نفس من آثام وخطايا ولَمَمٍ وذنوب وكبائر، وما كسبت في إيمانها من خير وصلاح.

فلا: الفاء رابطة لجواب مقدر؛ أي: إن كان هذا هو حالكم فلا تزكّوا أنفسكم، والتّزكية تعني تبرئة النّفس من الذنوب والآثام والعيوب، وادعاء الفضيلة والتّقوى، فلا تمدحوا أنفسكم أو تشهدوا لأنفسكم وتثنوا عليها فالله سبحانه هو وحده أعلم وأدرى بدرجة تقواكم وإيمانكم، وبدلاً من التّزكية اسألوا الله مغفرته ورحمته وأن يصلح شأنكم وأحوالكم، وتختلف هذه التزكية عن التزكية التي ورد ذكرها في الآية (٩) في سورة الشمس وهي قوله تعالى: ﴿قَدْ أَفْلَحَ مَنْ زَكَّاهَا﴾، فالتزكية في هذه الآية مستحبة ومطلوبة، وتعني: تطهير النفس؛ أي: تجنب الآثام والمعاصي.

﴿هُوَ أَعْلَمُ بِمَنِ اتَّقَى﴾: هو ضمير فصل يفيد التّوكيد؛ أي: هو سبحانه.

أعلم: على وزن أفعل للمبالغة، بمن: الباء للإلصاق والملازمة ومن استغراقية؛ أي: يعلم بكل من اتقى منكم؛ أي: أطاع أوامره وتجنّب نواهيه.

سورة النجم [٥٣: ٣٣]

﴿أَفَرَءَيْتَ الَّذِى تَوَلَّى﴾:

قال مجاهد: نزلت هذه الآيات في الوليد بن المغيرة الذي كاد قلبه يلين ويدخل في الإسلام بعد أن استمع إلى تلاوة رسول الله ، فجاءه أحد المشركين فعيّرهُ بترك دين آبائه، فقال له الوليد: خفت من عذاب الله، فقال المشرك للوليد الذي كان غنياً: أعطني كذا من المال في كل مدة من الزّمن وأنا أتحمّل عنك العذاب الذي تخاف منه! فوافق الوليد على العرض وراح يعطيه

<<  <  ج: ص:  >  >>