للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

﴿إِلَّا اللَّمَمَ﴾: إلا أداة حصر، اللمم: صغائر الذّنوب تحتاج إلى ستر.

﴿إِنَّ رَبَّكَ وَاسِعُ الْمَغْفِرَةِ﴾: يغفر الذّنوب جميعاً إلا الشّرك به والكفر إذا لم يتُب العبد، ولولا مغفرته ما ترك على ظهرها من دابة، وكما قال تعالى: ﴿وَيَعْفُوا عَنْ كَثِيرٍ﴾ [الشورى: ٣٠].

﴿هُوَ أَعْلَمُ بِكُمْ إِذْ أَنْشَأَكُمْ مِنَ الْأَرْضِ﴾: أي هو سبحانه أعلم بأحوالكم وأعمالكم وبذوات صدوركم وما يخطر على عقولكم ونواياكم.

إذ: ظرفية، أنشأكم من الأرض: أي ابتدأ خلقكم بخلق أبيكم؛ أي: خلقكم من آدم وآدم من طين، أو أنشأكم من الأرض حيث تأكلون من زرعها وحبّها وثمرها نخيلها وأعنابها.

فالنّبات يمتصّ الماء والأملاح من الأرض والغذاء أصله من الأرض، والنّشأة وتطور الإنسان يحتاج إلى هذه التغذية، ولقد اكتشف أن جسم الإنسان فيه أكثر من (١٨) عنصراً من عناصر أو معادن الأرض.

وقيل: الإنشاء قبل الخلق، فالإنشاء هو البداية (بداية الخلق).

﴿وَإِذْ أَنتُمْ أَجِنَّةٌ فِى بُطُونِ أُمَّهَاتِكُمْ﴾: وإذ: ظرف بمعنى حين، أنتم أجنّة: جمع جنين والجنين: اسم للطفل في رحم أمه، وسمي جنيناً؛ لاستتاره في الرحم.

يعلم ما حدث لكم من تطورات خَلقية، ويعلم مكونات كل مخلوق من الجينات والحموض النّووية المركبة لكل جسم والحقائب الوراثية لكل مخلوقاته والطّفرات وما توارث عن أبيه وأمه ومن سبقهم من الآباء والأمهات، وما سيصيبه من أمراض وراثية وغير وراثية في أيّ طور من أطوار حياته.

<<  <  ج: ص:  >  >>