البحار بالنيران، والحقيقة العلمية تثبت لنا أن البحر المسجور هو أمر قائم الآن في حياتنا وطبقات الأرض السبعة: الطبقة الأولى: وتسمى لب الأرض، وهي طبقة صلبة مكونة من حديد جامد وغيره من المعادن مثل الرصاص، والنحاس والطبقة الثانية المحيطة باللب، وهي طبقة مكونة من حديد بشكل سائل وغيره من المعادن، ويحيط بهذه الطبقة الثانية ثلاثة أوشحة، ثم الصفيحة القارية، ثم القشرة الأرضية.
فتحت مياه البحار نار مستعرة، أيْ: تحت الماء نار، وتحت النار ماء، فالماء لا يطفئ النار ولا النار تبخر الماء، ولولا هذه الوسيلة من التدفئة لقيعان البحار لما استطاعت الحيوانات البحرية العيش ساعات، فهذا التوازن بين الماء والنار آية من أروع الآيات الكونية الدالة على عظمة الخالق وقدرته على الإبداع، حيث الماء والنار من الأضداد، ولذلك سماه البحر المسجور. ارجع إلى سورة التكوير آية (٦) لمزيد من البيان.
سورة الطور [٥٢: ٧]
﴿إِنَّ عَذَابَ رَبِّكَ لَوَاقِعٌ﴾:
هذا هو جواب القسم، إن: للتوكيد.
﴿عَذَابَ رَبِّكَ لَوَاقِعٌ﴾: اللام لام التوكيد. لواقع: لكائن أو حاصل لا محالة في الآخرة.
سورة الطور [٥٢: ٨]
﴿مَا لَهُ مِنْ دَافِعٍ﴾:
للنفي الحال والمستقبل. له: الضمير يعود إلى العذاب. من: استغراقية تستغرق كل دافع. وما له من دافع: جملة اسمية تدل على الثبوت والاستمرار.
دافع: يمنعه أو يرده سواء كان ملكاً أو إنساناً أو جنّاً. ولنقارن هذه الآية مع قوله تعالى في سورة المعارج آية (٢): ﴿لِّلْكَافِرِينَ لَيْسَ لَهُ دَافِعٌ﴾: هذه الجملة جملة فعلية تدل على التجدد والتكرار، وبما أن الجملة الاسمية فيها تأكيد أقوى من الفعلية فآية الطور آكد من آية المعارج؛ لأن سورة الطور بدأت بخمسة أنواع