للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

أحداً من خلقي؛ لأنّي أنا الخالق الرّزاق. والرزق قد يشمل الطعام والشراب، ويطعمون تعني: ذكر الخاص الطعام بعد ذكر العام وهو الرزق للتوكيد.

فالآية (٥٦ - ٥٧) تعني: ما أريد أن يرزقوا أحداً من خلقي ولا يرزقوا حتى أنفسهم؛ لأنّي أنا الرّزاق، ولا أريد منهم أن يطعموا أحداً من خلقي ولا حتى أنفسهم؛ لأنّه هو الذي يُطعم، كما قال تعالى: ﴿وَهُوَ يُطْعِمُ وَلَا يُطْعَمُ﴾ [الأنعام: ١٤]، أو لا أطلب منهم رزقاً ولا طعاماً، ولكن عليهم بعبادتي وحدي وطاعتي.

ويطعمون: وحذف ياء المتكلم لتدل على ما أريد أن يطعمون أدنى أو أقل الطعام لعبادي أو يرزقوهم أدنى أو أقل الرزق.

سورة الذاريات [٥١: ٥٨]

﴿إِنَّ اللَّهَ هُوَ الرَّزَّاقُ ذُو الْقُوَّةِ الْمَتِينُ﴾:

﴿إِنَّ اللَّهَ﴾: إن للتوكيد.

﴿هُوَ﴾: ضمير فصل يفيد التّوكيد والحصر هو لا سواه الرّزاق الحقيقي.

وأما قوله تعالى: ﴿وَاللَّهُ خَيْرُ الرَّازِقِينَ﴾ [المؤمنون: ٧٢] فلا يتعارض مع كونه الرزاق الحقيقي، فقد أسبغ على بعض عباده صفة الرّزق تكرماً منه وفضلاً، وقال ﴿وَاللَّهُ خَيْرُ الرَّازِقِينَ﴾.

﴿الرَّزَّاقُ﴾: أي: الذي خلق الأرزاق وأعطى كل الخلائق أرزاقها ولم ينس أحداً، وذكر اسم الله الرّزاق في القرآن الكريم مرة واحدة في هذه الآية فقط، الرّزاق صيغة مبالغة؛ أي: كثير الرزق من فعل رزق يرزق، والرّزق يشمل المال والطّعام والشّراب والعلم والأهل، وكل ما ينتفع به ويرزق المؤمن والكافر والمطيع والعاصي، ويرزق الإنسان والجن والحيوان.

<<  <  ج: ص:  >  >>