للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

المفصل، وحذف الياء في يعبدون (بدلاً ليعبدوني) تدل على أنها عبادة مؤقتة مدة حياتهم من سن البلوغ إلى انتهاء أجلهم وعبادة قدر استطاعتهم. ارجع إلى سورة ياسين آية (٦١) لمزيد من البيان.

وتقديم الجن على الإنس في هذه الآية؛ لأنّ الحديث أو السّياق في الخلق وبما أنّ الله سبحانه خلق الجن قبل خلق الإنس فقدَّم الجن على الإنس.

وفي آيات أخرى قد يقدِّم الإنس على الجن، كقوله تعالى: ﴿قُلْ لَئِنِ اجْتَمَعَتِ الْإِنسُ وَالْجِنُّ عَلَى أَنْ يَأْتُوا بِمِثْلِ هَذَا الْقُرْآنِ لَا يَأْتُونَ بِمِثْلِهِ وَلَوْ كَانَ بَعْضُهُمْ لِبَعْضٍ ظَهِيرًا﴾ [الإسراء: ٨٨].

ففي هذه الآية قدَّم الإنس على الجن؛ لأنّهم هم المقصودون بالتّحدِّي أولاً.

سورة الذاريات [٥١: ٥٧]

﴿مَا أُرِيدُ مِنْهُم مِنْ رِّزْقٍ وَمَا أُرِيدُ أَنْ يُطْعِمُونِ﴾:

﴿مَا﴾: للنفي تنفي الحال والمستقبل.

﴿أُرِيدُ مِنْهُم﴾: منهم، أي: الجن والإنس، أي: لا أطلب منهم.

﴿مِنْ رِّزْقٍ﴾: من استغراقية، أي: رزق مهما كان نوعه من طعام أو شراب أو مال أو متاع أو أيِّ شيء.

﴿وَمَا أُرِيدُ﴾: تكرار ما لتوكيد النّفي، وفصل كلّاً من الرّزق عن الإطعام أو كلاهما معاً.

﴿أَنْ﴾: حرف مصدري يفيد التّعليل والتّوكيد.

﴿يُطْعِمُونِ﴾: يقصد بها يطعمون أحداً من خلقي، أي: وما أريد أن يطعموا

<<  <  ج: ص:  >  >>