وأكثر إبهاماً تقع على كل شيء، وفي الآية (١٧) من سورة الطور قال تعالى: ﴿فِى جَنَّاتٍ وَنَعِيمٍ﴾، وهذا ليس بتكرار ما جاء في آية الذاريات يدل على السبب وهو أنهم كانوا قبل ذلك محسنين، وما جاء في آية الطور يدل على الثواب الذي ينالوه في الآخرة.
﴿إِنَّهُمْ كَانُوا قَبْلَ ذَلِكَ مُحْسِنِينَ﴾: أول صفة.
﴿إِنَّهُمْ﴾: للتوكيد.
﴿كَانُوا قَبْلَ ذَلِكَ﴾: أي: في الدّنيا.
﴿مُحْسِنِينَ﴾: جمع مُحسن. تعليل لاستحقاقهم هذا الإيتاء الجنات والعيون هو إحسانهم في الدّنيا.
ارجع إلى سورة البقرة آية (١١٢) لبيان معنى الإحسان.
سورة الذاريات [٥١: ١٧]
﴿كَانُوا قَلِيلًا مِنَ الَّيْلِ مَا يَهْجَعُونَ﴾:
هذه ثاني صفة للمحسنين.
﴿كَانُوا قَلِيلًا مِنَ الَّيْلِ﴾: كانوا: في الدنيا وخص الليل؛ لأنه وقت الراحة والسبات.
﴿مَا﴾: للتوكيد.
﴿يَهْجَعُونَ﴾: ينامون، الهجوع النّوم القليل.
سورة الذاريات [٥١: ١٨]
﴿وَبِالْأَسْحَارِ هُمْ يَسْتَغْفِرُونَ﴾:
هذه هي الصفة الثالثة للمحسنين.
﴿وَبِالْأَسْحَارِ﴾: الباء ظرفية زمانية، جمع سحر، وهو الجزء الأخير من الليل.