المناسبة: كما قال قتادة ومجاهد: كان رسول الله ﷺ قد رأى في المنام أنّه دخل مكة وأصحابه، وطاف بالبيت وحلقوا رؤوسهم وقصّروا، وأخبر ﷺ أصحابه بتلك الرّؤيا وهم في المدينة قبل الخروج إلى الحديبية، فلما رجعوا بدون دخول مكة ولم يعتمروا ويطوفوا بالبيت، شقَّ عليهم ذلك وكانت أكبر فتنة يومها، وقال المنافقون: أين رؤياه التي رآها؟ والحقيقة: أنّ رسول الله ﷺ لم يخبرهم بالعام أو الزّمن؛ أي: متى سيدخل مكة.
﴿لَّقَدْ﴾: اللام للتوكيد، قد: للتحقيق والتّوكيد.
﴿صَدَقَ اللَّهُ رَسُولَهُ الرُّءْيَا بِالْحَقِّ﴾: أي جعل رؤيا الرّسول ﷺ حقاً، أو صدقاً.
الرّؤيا: هنا الرّؤيا المناميّة؛ أي: ما يراه النائم وليست الرّؤية البصريّة. والحق: الأمر الثابت الذي لم يتغير أو يتبدل، والحق نقيض الباطل، والريا بالحق: أي: الصدق.
﴿لَتَدْخُلُنَّ الْمَسْجِدَ الْحَرَامَ﴾: اللام والنّون للتوكيد، تدخلنَّ المسجد الحرام: للعمرة والزّيارة في العام القادم.