للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

عَلَى رَسُولِهِ وَعَلَى الْمُؤْمِنِينَ وَأَلْزَمَهُمْ كَلِمَةَ التَّقْوَى وَكَانُوا أَحَقَّ بِهَا وَأَهْلَهَا وَكَانَ اللَّهُ بِكُلِّ شَىْءٍ عَلِيمًا﴾:

﴿إِذْ﴾: معناها: واذكر.

﴿جَعَلَ الَّذِينَ كَفَرُوا﴾: أو بمعنى حين، واذكر حين جعل الذين كفروا.

﴿فِى قُلُوبِهِمُ الْحَمِيَّةَ حَمِيَّةَ الْجَاهِلِيَّةِ﴾: الحميّة حميّة الجاهلية؛ أي: الأنَفَة والتّعاظم والتّكبّر عن قول الحق، وبمنع دخول الرّسول والصّحابة لزيارة البيت الحرام والطّواف به، وقولهم: كيف نسمح لهم بدخول ديارنا ومنازلنا وهم عدو لنا؟ أو كيف يدخلوها رغم أنوفنا؛ أي: بالقوة والقهر. وكذلك حين رفضوا كتابة (بسم الله الرحمن الرحيم وأن محمّداً رسول الله) في عقد الصّلح.

﴿فَأَنْزَلَ اللَّهُ سَكِينَتَهُ عَلَى رَسُولِهِ وَعَلَى الْمُؤْمِنِينَ﴾: فأنزل: الفاء للمباشرة، أنزل الله سكينته: ولم يقل السّكينة بل قال: سكينته، أضاف السّكينة إليه سبحانه تشريفاً لها، أنزلها على رسوله وعلى المؤمنين (الصّحابة) حين هَمَّ أو عزم المؤمنون عدم قبول الصّلح، فأنزل سكينته سبحانه؛ أي: الطّمأنينة والرّضى والصّبر والتّسليم لأمر الله سبحانه رغم ما أصابهم من القهر والأذى.

﴿وَأَلْزَمَهُمْ﴾: أي المؤمنين.

﴿كَلِمَةَ التَّقْوَى﴾: وهي لا إله إلا الله محمّد رسول الله، ألزمهم بحملها والدّعوة إليها، وقيل: بسم الله الرحمن الرحيم، وقيل: الوفاء بالعهد.

﴿وَكَانُوا أَحَقَّ بِهَا﴾: أولى بها وأجدر بهذه الكلمة كلمة التّوحيد.

﴿وَأَهْلَهَا﴾: أهلاً لحمل هذه الكلمة والدّعوة إليها.

<<  <  ج: ص:  >  >>