مِنَ الْجِنِّ فَقَالُوا إِنَّا سَمِعْنَا قُرْآنًا عَجَبًا﴾ [الجن: ١]؛ لنعلم أن سورة الجن نزلت قبل نزول سورة الأحقاف التي أشارت خاصة إلى القرآن بينما سورة الجن تحدثت عن أحوال الجن وعلاقتهم بالإنس وأفعالهم ومنهم المؤمن ومنهم الكافر ومصيرهم في الآخرة.
﴿فَلَمَّا حَضَرُوهُ﴾: الفاء عاطفة، فلما حضروه: حضروا استماعه كان ﷺ يصلي الفجر، وقيل: كان يقرأ بسورة الرّحمن، لما: ظرف زماني يتضمن معنى الشّرط.
﴿قَالُوا أَنصِتُوا﴾: أمر بعضهم بعضاً بالإنصات وهو: السّكوت والاستماع في نفس الوقت.
﴿فَلَمَّا قُضِىَ﴾: الفاء للترتيب والتّعقيب، لما: ظرف زماني يتضمن معنى الشّرط، فلما قضي: فرغ من تلاوته.
﴿وَلَّوْا إِلَى قَوْمِهِم مُنْذِرِينَ﴾: ولى: انصرف قاصداً؛ أي: انصرفوا قاصدين إلى (من ورائهم) من قومهم منذرين: من الإنذار وهو الإعلام مع التّحذير والتّخويف، وكما قلنا، لم يعلم رسول الله ﷺ بحضورهم والاستماع إليه إلا فيما بعد. ارجع إلى سورة الجن للبيان، منذرين: أيْ: أبلغوا قومهم ما سمعوه وحذروهم من مخالفة القرآن، وتبيِّن هذه الآية أنّ رسول الله ﷺ بُعث للجن والإنس (للثقلين).