المناسبة: بعد أن وبَّخ الله تعالى كفار قريش وذكرهم بقوم عاد، يذكرهم هنا بالجن، فهم أفضل من كفار قريش؛ لأنّهم آمنوا مجرد سماع القرآن، وسبب نزول هذه الآيات، كما ورد في الصّحيحين البخاري ومسلم من حديث ابن عبّاس: أنّ النّبي ﷺ بعد رجوعه من الطّائف إلى مكة بعد أن عومل شر معاملة من ثقيف، وحين كان يقرأ سورة الرّحمن في صلاة الفجر ببطن نخلة جاء نفر من الجن يستمعون القرآن من دون أن يعلم رسول الله ﷺ أنّهم يستمعون إلى قراءته، فلما حضروه قالوا: أنصتوا، فلما قُضي ولو إلى قومهم منذرين.
﴿وَإِذْ﴾: تعني: واذكر، أو اذكر حين صرفنا إليك نفراً من الجن، وإذ: الواو عاطفة، أيْ: واذكر أخا عادٍ، واذكر إذ صرفنا إليك نفراً من الجن.
﴿صَرَفْنَا إِلَيْكَ﴾: وجَّهنا نحوك أو أرسلنا إليك. المخاطب هنا رسول الله ﷺ.
﴿نَفَرًا مِنَ الْجِنِّ﴾: النّفر جماعة دون العشر قيل: (٧ - ٩) من الجن، جن نصيبين، وكانوا سبعة أو تسعة وقيل من جن نينوى قرب الموصل، وقيل: من أشراف الجن وساداتهم.
﴿يَسْتَمِعُونَ الْقُرْآنَ﴾: وأنت تقرؤه في صلاة الفجر ببطن نخلة، يستمعون: سماع بنية وقصد، ولم يقل: يسمعون سماع عادي غير مقصود، فهم أرسلوا إليك لهذه الغاية. وفي سورة الجن قال تعالى: ﴿قُلْ أُوحِىَ إِلَىَّ أَنَّهُ اسْتَمَعَ نَفَرٌ