للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

سورة الجاثية [٤٥: ٨]

﴿يَسْمَعُ آيَاتِ اللَّهِ تُتْلَى عَلَيْهِ ثُمَّ يُصِرُّ مُسْتَكْبِرًا كَأَنْ لَّمْ يَسْمَعْهَا فَبَشِّرْهُ بِعَذَابٍ أَلِيمٍ﴾:

﴿يَسْمَعُ آيَاتِ اللَّهِ تُتْلَى عَلَيْهِ﴾: أيْ: يسمع هذا الأفاك الأثيم: هذه الآيات الّتي تدعوه إلى الإيمان والتّوبة.

﴿ثُمَّ﴾: ثمّ لا تعني الترتيب والتّراخي في الزّمن، وإنما للترتيب العددي، أو تباين الدّرجة بين الاستماع والإصرار على الكفر.

﴿ثُمَّ يُصِرُّ﴾: يستمر ويقيم على كفره وضلاله ويلازمه ويقال: صر الفرس أذنيه، أيْ: ضمها إلى رأسه.

﴿مُسْتَكْبِرًا﴾: عن الإيمان والتّوبة، معجباً بنفسه ومظهراً عظم شأنه رغم أنّه لا يملك مقومات الكبر. ارجع إلى سورة البقرة آية (٨٧) للبيان.

﴿كَأَنْ لَّمْ يَسْمَعْهَا﴾: كأن من أفعال المقاربة، متظاهراً بعدم سماع تلك الآيات، فهو لا يذكرها أبداً أو يسأل عما تعني؛ أي: يتجاهلها أمام النّاس كأنّه أصمُّ أو في أذنيه وقراً مع العلم أن آلة السّمع (أذنيه) غير معطلة.

﴿فَبَشِّرْهُ بِعَذَابٍ أَلِيمٍ﴾: الفاء عاطفة تربط السّبب بالمسبب، والبشارة إذا أطلقت عادة لا تكون إلا في الخير والخبر بشيء سار، فإذا استعملت البشارة لشيء سيِّئ فهي تعني: التّهكم والسّخرية، بعذاب أليم: مؤلم لا يستطيع أن يتحمله أحد.

سورة الجاثية [٤٥: ٩]

﴿وَإِذَا عَلِمَ مِنْ آيَاتِنَا شَيْئًا اتَّخَذَهَا هُزُوًا أُولَئِكَ لَهُمْ عَذَابٌ مُّهِينٌ﴾:

﴿عَلِمَ مِنْ آيَاتِنَا شَيْئًا﴾: أيْ: إذا بلغه شيئاً من آياتنا عن طريق الآخرين، أيْ: لم تُتْلَ عليه مباشرة، وإنما سمع تلك الآيات من أناس آخرين.

﴿اتَّخَذَهَا هُزُوًا﴾: أخذ يستهزئ بها أيْ: يستخف بها ويعيب عليها ويحط من شأنها، ولم يقل: اتخذه هزواً الهاء تعود على العلم، وإنما اتخذها: أيْ: لم

<<  <  ج: ص:  >  >>