للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

يقتصر استهزاؤه بما سمع، بل راح يستهزئ بكل الآيات الّتي سمعها والتي علم بها. والاستهزاء: قد يكون بالأشخاص أيضاً، أو بغير الأشخاص كالاستهزاء بالآيات، والاستهزاء عام أعم من السخرية؛ لأن السخرية خاصة بالأشخاص.

كما فعل أبو جهل حين نزلت آية ﴿إِنَّ شَجَرَتَ الزَّقُّومِ طَعَامُ الْأَثِيمِ﴾ [الدخان: ٤٣ - ٤٤] دعا بتمر وزُبد وقال: تزقموا فما يعدكم محمّد إلا هذا.

﴿أُولَئِكَ﴾: اسم إشارة للبعد يفيد التّحقير، وتشير إلى الأفَّاكين.

﴿لَهُمْ﴾: اللام لام الاستحقاق (الاختصاص).

﴿عَذَابٌ مُّهِينٌ﴾: هو العذاب الأليم مع الإهانة، عذاب على مرأى النّاس وفيه إذلال وتصغير.

سورة الجاثية [٤٥: ١٠]

﴿مِنْ وَرَائِهِمْ جَهَنَّمُ وَلَا يُغْنِى عَنْهُم مَا كَسَبُوا شَيْئًا وَلَا مَا اتَّخَذُوا مِنْ دُونِ اللَّهِ أَوْلِيَاءَ وَلَهُمْ عَذَابٌ عَظِيمٌ﴾:

﴿مِنْ وَرَائِهِمْ جَهَنَّمُ﴾: من ابتدائية، ورائهم: أيْ: أمامهم جهنم ولفظ الوراء هنا يقصد به الأمام، فهي من الألفاظ المشتركة في معنيين أو أكثر، أو الكلمات المتضادة.

﴿وَلَا يُغْنِى﴾: الواو عاطفة، لا النّافية، أيْ: لا ينفعهم، الغنى هنا يعني النّفع، وهناك الغنى: ضد الفقر.

﴿مَا﴾: حرف مصدري أو اسم موصول بمعنى الّذي و (ما) أوسع شمولاً، وللعاقل وغير العاقل.

﴿كَسَبُوا شَيْئًا﴾: من الأموال والأولاد والمتاع الدّنيوي، يوم القيامة لا

<<  <  ج: ص:  >  >>