﴿إِلَى سَوَاءِ الْجَحِيمِ﴾: وسط الجحيم، الجحيم: اسم من أسماء النّار أو دركة من دركاتها، مشتقة من الجحوم: وهو التّأجّج فلا تخمد. ارجع إلى سورة الرعد آية (١٨) لمزيد من البيان.
﴿ثُمَّ﴾: لا تعني التّراخي في الزّمن، وإنما لتباين الصّفات أو الدّرجة بين الأخذ بعنف والعتل وصبّ الحميم فوق رأسه، أو للترتيب الذكري أو العددي.
﴿صُبُّوا﴾: من الصب؛ أي: سكب العذاب فوق رأسه؛ حذف من فوق رأسه؛ لأن (من) تعني القريب؛ أي: هو واقف مباشرة تحت الماء الحميم، أما حذف (من) تحتمل البعيد والقريب.
﴿الْحَمِيمِ﴾: هو المصبوب فإذا صبّ عليه الحميم فقد صبّ عليه عذابه، فهو شبّه العذاب بالشّيء السائل (الحميم) الّذي يصبّ عليه، ويدل على شدة وكثرة الصّبّ؛ أي: الصّبّ الكثير المتواصل بلا انقطاع.
وصبّ العذاب: يعني بكلّ أنواعه، ومنها: صبّ الحميم؛ وهو نوع واحد من أنواع كثيرة من العذاب كالزّمهرير والحريق.
﴿مِنْ﴾: ابتدائية استغراقية: من كلّ أنواع العذاب.
ولنقارن هذه الآية (٤٨) من سورة الدّخان وهي قوله تعالى: ﴿ثُمَّ صُبُّوا فَوْقَ رَأْسِهِ مِنْ عَذَابِ الْحَمِيمِ﴾ والآية (١٩) من سورة الحج وهي قوله تعالى: ﴿يُصَبُّ مِنْ فَوْقِ رُءُوسِهِمُ الْحَمِيمُ يُصْهَرُ بِهِ مَا فِى بُطُونِهِمْ وَالْجُلُودُ﴾.
سورة الحج الآية (١٩) يُصبُّ من فوق رؤوسهم الحميم من فوق رؤوسهم مباشرة ليس هناك فاصل بين الرّأس والصّبّ، من ابتداء الغاية، من فوق يعني: حتّى لا تضيع درجة حرارته؛ لأنه يراد به أن يصهر ما في بطونهم.
سورة الدّخان الآية (٤٨): ثمّ صبّوا فوق رأسه من عذاب الحميم، فوق