رأسه يتحمّل القريب والبعيد، الغاية هنا التّحقير والاستهزاء والسّخرية من الّذي ادّعى أنّه هو العزيز الكريم؛ أي: أبي جهل أو غيره.
سورة الدخان [٤٤: ٤٩]
﴿ذُقْ إِنَّكَ أَنْتَ الْعَزِيزُ الْكَرِيمُ﴾:
أي قولوا له:
﴿ذُقْ﴾: للتوبيخ والإهانة والسّخرية لكلّ من يستنكف عن عبادة ربه ويستكبر.
وقيل: نزلت هذه الآية كما أخرج الطّبريّ عن قتادة: في أبي جهل؛ حيث كان يظن أنّه لا أكرم منه ولا أعزّ وأمنع ما بين جبلَي مكة، فقتله الله سبحانه يوم بدر وعيّره بكلمته فقال: ذق إنّك أنت العزيز الكريم، والعبرة بعموم اللفظ وليس بخصوص السّبب، ذق: العذاب.
﴿إِنَّكَ أَنْتَ﴾: أنت للتوكيد.
﴿الْعَزِيزُ الْكَرِيمُ﴾: بزعمك؛ وتعني: ذق إنّك أنت الذّليل الحقير يا من كنت تظن أنّك أنت العزيز الكريم.
سورة الدخان [٤٤: ٥٠]
﴿إِنَّ هَذَا مَا كُنْتُمْ بِهِ تَمْتَرُونَ﴾:
﴿إِنَّ هَذَا﴾: إنّ: للتوكيد، هذا: الهاء للتنبيه، ذا: اسم إشارة للقرب يشير للعذاب.
﴿مَا كُنْتُمْ بِهِ﴾: ما: اسم موصول بمعنى الّذي، كنتم به؛ أي: الدّنيا، وما: أوسع شمولاً من الذي.
﴿تَمْتَرُونَ﴾: مشتقة من: المراء وهو الجدال بالباطل بعد تبيّن وظهور الحق؛ أي: ما كنتم تجادلون به، وتستبعدون وتشكّون في حدوثه بعدما بينّاه لكم وحذّرناكم منه في الكتاب وعلى لسان رسوله ﷺ.