﴿الْحَكِيمُ﴾: في صنعه وتدبيره لخلقه وكونه، فهو أحكم الحاكمين وهو أحكم الحكماء. ارجع إلى سورة البقرة آية (١٢٩) لمزيد من البيان.
﴿الْعَلِيمُ﴾: بأحوال خلقه وكونه لا يعزب عنه مثقال ذرة في السّموات ولا في الأرض.
وقدَّم في هذه الآية الحكيم على العليم أيْ: قدَّم الحكمة على العلم؛ لأن السياق في التشريع، والحكم؛ لأنه الإله في السماء والإله في الأرض، وفي آيات أخرى يقدِّم العلم على الحكمة، فيقول: العليم الحكيم، والسّياق هو الّذي يحدد التّقديم والتّأخير، فإذا كان السّياق في التّشريع والجزاء يقدِّم الحكمة، وإذا كان السّياق في العلم يقدِّم العلم على الحكمة، ولنعلم أن ليس كلّ عالم هو حكيماً، أو ليس كلّ حكيم هو عالماً (عليماً).
﴿وَتَبَارَكَ﴾: تعالى قدره وتعاظم وتنزَّه وتقدَّس عن شبه ما سواه، ودام خيره وعمَّ إحسانه لخلقه وثبت إنعامه. ارجع إلى سورة المُلك (تبارك) آية (١) لمزيد من البيان.
﴿الَّذِى﴾: اسم موصول يفيد التّعظيم.
﴿مُلْكُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ﴾: أي: الحَكم فهو الحاكم حاكم السّموات والأرض وما فيهنَّ، وهو مالك من المُلك، أيْ: له ما في السّموات والأرض.