﴿يَخُوضُوا وَيَلْعَبُوا﴾: الخوض في الباطل بأنّ يقولوا: اتخذ الله ولداً أو شريكاً أو ندّاً أو ولياً ويخوضوا في ضلالتهم وغيهم، والخوض: أصله هو الدّخول في الماء دون معرفة عمق الماء أو فيما ستزل قدمه أو لا، ويلعبوا: في دنياهم بإضاعة الزمن، وعدم امتثال أوامر الله، وتجنب نواهيه، واللعب هو شغل لا يُلهي عن واجب ويتحول إلى لهو إذا أشغل الإنسان عن واجبه، أو ما هو مطلوب منه، فأيُّ أمر أو فعل يشغل الإنسان عن الصّلاة مثلاً فلا يؤديها يعتبر لعباً بحقِّه، والخوض واللعب في الدنيا من باب الغفلة والجهل.
﴿حَتَّى﴾: حرف نهاية الغاية.
﴿يُلَاقُوا يَوْمَهُمُ الَّذِى يُوعَدُونَ﴾: أيْ: يوم القيامة يوعدون فيه بالعذاب وفي الآية تهديد ووعيد للخائضين في الباطل، وفي دين الله عبثاً.
﴿وَهُوَ﴾: الواو استئنافية، هو: ضمير فصل يفيد الحصر والتّوكيد.
﴿الَّذِى﴾: اسم موصول يفيد التّعظيم.
﴿فِى السَّمَاءِ إِلَهٌ وَفِى الْأَرْضِ إِلَهٌ﴾: أيْ: هو الإله المعبود الموحد بحق في السّماء، وهو الله الإله المعبود الموحد بحق في الأرض، ولو قال: وهو في السّماء والأرض إله لكان يعني: هو إله فقط في الأرض، ولو قال: وهو الّذي في الأرض والسّماء إله لكان يعني: هو إله فقط في السّماء فلا بُدَّ من إعادة القول (إله)؛ أي: لا إله إلا هو في السماء، ولا إله إلا هو في الأرض.