للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

وسيهدين للاستقبال، أي: الاستمرار على الهداية والاستقامة عليها، وحذف الياء؛ لأن الهداية لن تخصه وحده بل الهداية تكون له ولغيره من الناس ولو كانت خاصة به وحده لقال سيهديني.

سورة الزخرف [٤٣: ٢٨]

﴿وَجَعَلَهَا كَلِمَةً بَاقِيَةً فِى عَقِبِهِ لَعَلَّهُمْ يَرْجِعُونَ﴾:

﴿وَجَعَلَهَا كَلِمَةً﴾: أيْ: جعل كلمة التّوحيد لا إله إلا الله، أو ﴿إِنَّنِى بَرَاءٌ مِمَّا تَعْبُدُونَ إِلَّا الَّذِى فَطَرَنِى﴾.

﴿كَلِمَةً بَاقِيَةً فِى عَقِبِهِ﴾: في ذريته أو خلفه، أو فيمن يأتي من بعده إلى يوم القيامة، والعقب الولد وولد الولد.

﴿لَعَلَّهُمْ يَرْجِعُونَ﴾: لعل: للتعليل، يَرْجعون بفتح الياء ولم يقل يُرْجعون، يرجعون برغبتهم وإرادتهم بالتوبة إلى عبادة الله وحده، بينما يُرجعون: بالقسر وبغير إرادتهم، لعلهم يَرجعون: إلى ربهم بالإنابة والتّوبة وإليه وحده والإخلاص له، يرجعون إلى توحيد الألوهية والرّبوبية والأسماء والصّفات.

سورة الزخرف [٤٣: ٢٩]

﴿بَلْ مَتَّعْتُ هَؤُلَاءِ وَآبَاءَهُمْ حَتَّى جَاءَهُمُ الْحَقُّ وَرَسُولٌ مُبِينٌ﴾:

المناسبة: يعود الله سبحانه ليتحدث عن مشركي مكة كيف أمهلهم ولم يعجِّل لهم بالعقوبة، ومتَّعهم بالنّعيم وطول العمر، وأنزل عليهم القرآن وجاءهم رسولٌ مبين، وماذا فعلوا عندها قالوا: هذا سحرٌ، وإنا به كافرون.

﴿بَلْ﴾: للإضراب الانتقالي.

﴿مَتَّعْتُ هَؤُلَاءِ وَآبَاءَهُمْ﴾: أي: مشركي مكة وآباءهم، متعت: من المتاع: وهو كلُّ ما ينتفع به ويرغب في اقتنائه ويتمتع به من أثاث وسلعة وأداة وهو متاع زائل، متعتهم بطول العمر والسّعة في الرّزق والأمن، فاغتروا بالنّعم وأسرفوا في شهواتهم وعبادتهم لأوثانهم.

<<  <  ج: ص:  >  >>