للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

المعادن وإغناء التربة بالمعادن الضرورية في عملية الإنبات وغذاء الحيوان والإنسان وتلطيف المناخ، فهذا من رحمة الله وكرمه.

﴿فَأَنشَرْنَا بِهِ بَلْدَةً مَّيْتًا﴾ الفاء تفيد المباشرة، أنشرنا به: أحيينا به، أيْ: بالماء وتقديم به يفيد التّوكيد والحصر.

بلدة ميتاً: بلدة مجدبة (لا نبات فيها ولا زرع) المراد به بالماء إحياء الأرض بالنّبات والزّرع. وانتبه إلى الفرق بين:

ميْتاً: بسكون الياء التي تدل على بلدة ماتت بالفعل منذ زمن. وأما لو جاءت الياء مشددة فهي تدل على بلدة ما زالت فيها حياة، وستموت قريباً إذا لم يصلها الماء، كما في سورة فاطر آية (٩)، أو أرض غير قابلة للزراعة على الإطلاق، وهو سبحانه قادر على إحياء كلا النّوعين من الأرض.

﴿كَذَلِكَ تُخْرَجُونَ﴾: ارجع إلى سورة الرّوم آية (١٩)، أيْ: مثل هذا الإحياء للأرض الميْتة بالماء تحيون وتخرجون من القبور.

سورة الزخرف [٤٣: ١٢]

﴿وَالَّذِى خَلَقَ الْأَزْوَاجَ كُلَّهَا وَجَعَلَ لَكُمْ مِنَ الْفُلْكِ وَالْأَنْعَامِ مَا تَرْكَبُونَ﴾:

﴿وَالَّذِى﴾: تعود على العزيز العليم، الواو عاطفة.

﴿خَلَقَ الْأَزْوَاجَ كُلَّهَا﴾: الزّوج هو الصّنف، أيْ: خلق الأصناف كلها في زوجيَّة (زوجين) وتشمل الإنسان والحيوان والنّبات، والزّوج: الذّكر والأنثى والسّالب والموجب، كقوله تعالى: ﴿وَمِنْ كُلِّ شَىْءٍ خَلَقْنَا زَوْجَيْنِ لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ﴾ [الذّاريات: ٤٩]، وكقوله تعالى: ﴿وَأَنَّهُ خَلَقَ الزَّوْجَيْنِ الذَّكَرَ وَالْأُنثَى﴾ [النجم: ٤٥] ليبقى سبحانه وحده المتفرِّد بالوحدانية في هذا الكون.

﴿كُلَّهَا﴾: للتوكيد.

<<  <  ج: ص:  >  >>