للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

﴿يُسَبِّحُونَ بِحَمْدِ رَبِّهِمْ﴾: يسبّحون ينزّهون الله سبحانه.

ارجع إلى الآية (٧٥) من سورة الزّمر للبيان، يسبّحون تسبيحاً مقروناً بالحمد على نعم الله الباطنة والظّاهرة، وسورة الإسراء آية (١).

﴿وَيُؤْمِنُونَ بِهِ﴾: ألم يقل سبحانه: يسبّحون بحمد ربهم، ألا يدل ذلك على الإيمان به؟ فلماذا عاد وذكر: يؤمنون به؟ هذه الكلمة (يؤمنون به) لها معنى خاص بديع؛ أي: رغم كونهم حملة العرش أو من حول العرش يسبّحون بحمد ربهم وأنّهم العالين أشراف الملائكة، فهم لا يرون ربهم رغم قربهم منه فهم يؤمنون به بالغيب ولا يرونه.

﴿وَيَسْتَغْفِرُونَ لِلَّذِينَ آمَنُوا﴾: اللام في الّذين لام الاختصاص، يستغفرون خاصة للذين آمنوا، فهؤلاء الّذين يحملون العرش ومن حوله يستغفرون للذين آمنوا ويدعون لهم بالنّجاة ودخول الجنة، ولم يقل: (يستغفرون لمن في الأرض).

كما ورد في الآية (٥) من سورة الشّورى وهي قوله تعالى: ﴿تَكَادُ السَّمَاوَاتُ يَتَفَطَّرْنَ مِنْ فَوْقِهِنَّ وَالْمَلَائِكَةُ يُسَبِّحُونَ بِحَمْدِ رَبِّهِمْ وَيَسْتَغْفِرُونَ لِمَنْ فِى الْأَرْضِ أَلَا إِنَّ اللَّهَ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ﴾.

فالملائكة المقربون (الخاصة) يستغفرون للذين آمنوا فقط، وعامة أو باقي الملائكة يستغفرون لعامة النّاس.

﴿رَبَّنَا وَسِعْتَ كُلَّ شَىْءٍ رَّحْمَةً وَعِلْمًا﴾ حذفت ياء النّداء للبعد؛ لأنّ الله سبحانه سميع قريب، وشيء: نكره يشمل كل شيء، والشيء كل ما يعلم، ويخبر عنه سواء كان حسياً أو معنوياً ويعني أقل القليل.

وذكر الملائكة ثلاث صفات لله تعالى هي: الرّبوبية والرّحمة والعلم، فالرّبوبية تعني أنت الخالق والمدبّر والمسيطر والرّزاق، ورحمتك وسعت

<<  <  ج: ص:  >  >>