وطالت وشملت كلّ شيء؛ لأن رحمته عامة تشمل المؤمن والكافر، والرّحمة من معانيها الوقاية من العذاب، وكذلك وسع علمك أو أحاط علمك بكل شيء فلا يخفى عليك شيء في الأرض ولا في السّماء.
﴿فَاغْفِرْ لِلَّذِينَ تَابُوا﴾: فاغفر: الفاء للتوكيد، اغفر: الغفر هو السّتر، اغفر: استر. والغفران: أخص من الستر، ويقتضي الثواب؛ لأن الستر وحده يعني: عدم فضحه، ويجوز أن يستر على الكافر والفاسق في الدنيا، فاغفر من الغفران، والغفران يعني: إسقاط العقاب، وإيجاب الثواب، فلا يستحق الغفران إلا المؤمن.
للذين: اللام لام الاختصاص، الّذين اسم موصول يفيد المدح، تابوا: من الشّرك والمعاصي والذّنوب وندموا على ما فعلوا ولم يعودوا إلى ذنوبهم.
﴿وَاتَّبَعُوا سَبِيلَكَ﴾: دين الإسلام؛ أي أخلصوا دينهم لك وعبدوك وحدك.
﴿وَقِهِمْ عَذَابَ الْجَحِيمِ﴾: نجِّهم من عذاب الجحيم: الجحيم من جحم النّار: أو قدرها فاشتد لهيبها، والجحيم: النّار المتأججة أو شديدة التأجج، وقيل: هي دركة من دركاتها السّبع.