قوله تعالى: ﴿كَذَلِكَ حَقَّتْ كَلِمَتُ رَبِّكَ عَلَى الَّذِينَ فَسَقُوا أَنَّهُمْ لَا يُؤْمِنُونَ﴾: نجد أن آية يونس جاءت في سياق الكل (المؤمن والكافر)، فمن خرج عن الحق أو المنهج هو فاسق فهم لا يؤمنون، وآية غافر: جاءت في سياق الذين كفروا فهم أصحاب النار.
المناسبة: مقابل الحكم ووجوب كلمة العذاب على الّذين كفروا برسلهم من الأمم الماضية، أوجب الله تعالى لعباده الّذين آمنوا أشرف الملائكة المقربين؛ ليستغفروا لهم ويدعوا لهم بالوقاية من السّيئات، وأن يرزقوا الجنة ومن صلح من آبائهم وأزواجهم وذرياتهم.
﴿الَّذِينَ﴾: اسم موصول يفيد المدح والعلوّ.
﴿يَحْمِلُونَ الْعَرْشَ﴾: العرش هو أعظم المخلوقات على الإطلاق، أعظم من خلق السّموات والأرض ومن خلق الإنسان، العرش الّذي تحته جنة الفردوس، العرش الّذي لا يحيط بعلمه إلا من خلقه سبحانه، وحملة العرش قيل: هم أربعة ويوم القيامة يصبحوا ثمانية؛ لقوله تعالى: ﴿وَيَحْمِلُ عَرْشَ رَبِّكَ فَوْقَهُمْ يَوْمَئِذٍ ثَمَانِيَةٌ﴾. ارجع إلى سورة هود آية (٧)، وسورة طه آية (٥) لبيان معنى العرش، وارجع إلى سورة الحاقة آية (١٧) لمزيد من البيان في يحمل عرش ربك.
﴿وَمَنْ حَوْلَهُ يُسَبِّحُونَ بِحَمْدِ رَبِّهِمْ﴾: ومن حوله من الملائكة المقربين الحافّين من حول العرش بدون أيّ مسافة أو فراغ بينهم وبين العرش، وهم سادة الملائكة وأشرافهم يسمون العالين كقوله تعالى: ﴿أَسْتَكْبَرْتَ أَمْ كُنْتَ مِنَ الْعَالِينَ﴾ [ص: ٧٥].