للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

ولمقارنة هذه الآية: ﴿فَكَيْفَ كَانَ عِقَابِ﴾ مع قوله تعالى: ﴿فَكَيْفَ كَانَ نَكِيرِ﴾ ارجع إلى سورة الرّعد آية (٣٢).

وانتبه إلى ترابط الآيات السابقة في الآية (٤) قال تعالى: ﴿مَا يُجَادِلُ فِى آيَاتِ اللَّهِ إِلَّا الَّذِينَ كَفَرُوا﴾ تبين من هم الّذين يجادلون في آيات الله.

وفي الآية (٥): ﴿وَجَادَلُوا بِالْبَاطِلِ لِيُدْحِضُوا بِهِ الْحَقَّ﴾ تبين ما هو الهدف أو الغاية أو الدّافع إلى الجدال في آيات الله هو إبطال الحق وردّ المؤمنين إلى الكفر، أو منع الآخرين من الإيمان أو الدّخول في الإسلام واتباع الحق.

وأما قوله تعالى: ﴿وَمِنَ النَّاسِ مَنْ يُجَادِلُ فِى اللَّهِ بِغَيْرِ عِلْمٍ وَلَا هُدًى وَلَا كِتَابٍ مُّنِيرٍ﴾ [الحج: ٨] [لقمان: ٢٠]. فهي تبين حالة هؤلاء الّذين يجادلون في الآيات، يجادلون بغير علم ولا هدى ولا كتاب منير.

سورة غافر [٤٠: ٦]

﴿وَكَذَلِكَ حَقَّتْ كَلِمَتُ رَبِّكَ عَلَى الَّذِينَ كَفَرُوا أَنَّهُمْ أَصْحَابُ النَّارِ﴾:

﴿وَكَذَلِكَ حَقَّتْ﴾: أي كما وجب أو حكم بالعذاب على الأمم الماضية المكذّبة لرسلهم، وجب أو ثبت على الّذين كفروا بمحمّد من كفار قريش أنّهم أصحاب النّار.

﴿كَلِمَتُ رَبِّكَ﴾: قيل: كلمة ربك هي: كلمة العذاب، أو: ﴿لَأَمْلَأَنَّ جَهَنَّمَ مِنَ الْجِنَّةِ وَالنَّاسِ أَجْمَعِينَ﴾ [السجدة: ١٣]، أو قوله تعالى: ﴿لَأَمْلَأَنَّ جَهَنَّمَ مِنكُمْ أَجْمَعِينَ﴾ [الأعراف: ١٨].

﴿عَلَى الَّذِينَ كَفَرُوا﴾: حقّت وثبتت على الّذين كفروا؛ لأنّهم هم الّذين كفروا اختاروا ذلك، ولم تحقّ عليهم بقهر وجبروت أو ظلم.

﴿أَنَّهُمْ أَصْحَابُ النَّارِ﴾: أن للتوكيد، أصحاب النّار: ارجع إلى الآية (٣٩) من سورة البقرة للبيان، وإذا قارنا هذه الآية مع الآية (٣٣) في سورة يونس وهي

<<  <  ج: ص:  >  >>