﴿أُمَّةٍ بِرَسُولِهِمْ لِيَأْخُذُوهُ﴾: من الأخذ وهو: الأسر أو الحبس أو القتل والتّعذيب، والأخيذ وهو الأسير أصلاً، والأخذ قد يكون معناه الهلاك كقوله تعالى: ﴿ثُمَّ أَخَذْتُهُمْ فَكَيْفَ كَانَ نَكِيرِ﴾ [الحج: ٤٤]. والباء برسولهم: للإلصاق.
﴿وَجَادَلُوا بِالْبَاطِلِ﴾: إذن هناك جدال بالحق أو جدال بالباطل.
والجدال بالحق هو جدال حسن، وكما قال تعالى: ﴿وَلَا تُجَادِلُوا أَهْلَ الْكِتَابِ إِلَّا بِالَّتِى هِىَ أَحْسَنُ﴾ [العنكبوت: ٤٦]، وجدال بالباطل وهو المذموم.
والباطل هو الذّاهب الزّائل، وقيل: ما لا وجود له، وقيل: هو الكذب أيضاً.
والباء للإلصاق والملازمة، فجدالهم كان كله باطلاً.
﴿لِيُدْحِضُوا بِهِ الْحَقَّ﴾: اللام لام التّعليل. ليدحضوا به الحق: الدّحض مأخوذ من الطّين الّذي يلزق؛ أي تزل القدم في الطّين؛ أي: أرادوا إزالة الحق بالباطل فلم يستطيعوا. فهذه الآية تبين ما هو الهدف أو الغاية من وراء جدالهم.
﴿فَأَخَذْتُهُمْ﴾: الفاء للتوكيد، أخذتهم: أهلكتهم، والأخذ بقوة وشدة؛ يعني: العقاب.
﴿فَكَيْفَ﴾: استفهام فيه تقرير وتعجب.
﴿كَانَ عِقَابِ﴾: ارجع إلى الآية (٣) من السّورة نفسها لبيان معنى عقاب. وعقاب: نكرة للتّهويل والتّعظيم؛ بالصّيحة بالرّجفة بالصّاعقة وبإرسال حجارة من طين، وغيرها من أنواع العقاب؛ أي: انظروا كيف كان عاقبتهم بالسّير في الأرض ورؤية مساكنهم أو آثارهم.