﴿مُّلْكُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ﴾: المُلك: يعني الحكم والملك معاً، فهو مالك الملك وما بينهما؛ أي: ألهم مُلك السّموات والأرض وما بينهما فإن كان لهم ذلك:
﴿فَلْيَرْتَقُوا فِى الْأَسْبَابِ﴾: الأسباب: جمع سبب: هو كلّ ما يتوصل به إلى الشّيء أو الحدث، والسبب في الأصل الحبل، والأسباب الطرق والمسالك والأبواب التي توصلهم إلى العرش؛ أي: أبواب السّموات. الفاء للترتيب والتّعقيب. ليرتقوا في الأسباب: ليصعدوا سبباً بعد سبب؛ أي باباً بعد باب حتّى ينتهوا إلى العرش ويمنعوا الوحي النّازل على محمّد ﷺ من ربه، أو ليتولوا تدبير الخلق والكون بما يريدون ويعطوا ويحكموا بالعطاء والمنع وتدبير شؤون الخلق والكون، واللام في ليرتقوا: للتوكيد، وكما قال تعالى: ﴿يَامَعْشَرَ الْجِنِّ وَالْإِنسِ إِنِ اسْتَطَعْتُمْ أَنْ تَنْفُذُوا مِنْ أَقْطَارِ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ فَانفُذُوا﴾ [الرحمن: ٣٣]. ارجع إلى سورة الكهف (٨٤).
﴿جُندٌ﴾: نكرة للتحقير، وتعني كفار مكة أو قريش؛ أي: كفار قريش مهزومون كما هزم أحزاب الباطل الّذين تحزّبوا على أنبيائهم وجاؤوا من قبلهم. ارجع إلى سورة يس آية (٢٨) لمعرفة الفرق بين جند وجنود.
﴿مَا﴾: للتوكيد.
﴿هُنَالِكَ﴾: أي: في بدر، (مهزومون في بدر) أو وضعوا أنفسهم في أمر ليسوا هم أهله.