حدوثه في المستقبل، يعني: حتّى الآن لم ينزل بهم أو يصيبهم العذاب ولكن سوف ينزل بهم في الحاضر أو في المستقبل لا محالة قبل موتهم أو بعد موتهم؛ أي: قد يكون في الدّنيا أو في الآخرة- وإذا قارنا هذه الآية مع قوله تعالى: ﴿وَلَئِنْ كَفَرْتُمْ إِنَّ عَذَابِى لَشَدِيدٌ﴾ [إبراهيم: ٧] إضافة الياء تشير إلى شدة العذاب مقارنة بقوله عذاب.
المناسبة بعد أن نفى الله سبحانه قدرتهم على أن يقسموا رحمته: أي نبوته على عباده؛ أي: أن يعطوا النّبوة لمن يشاؤون، كما قالوا: ﴿لَوْلَا نُزِّلَ هَذَا الْقُرْآنُ عَلَى رَجُلٍ مِنَ الْقَرْيَتَيْنِ عَظِيمٍ﴾ [الزخرف: ٣١]، ينفي عنهم أن تكون خزائن رحمته بأيديهم.
﴿أَمْ﴾: الهمزة للتسوية، أم:
﴿عِندَهُمْ خَزَائِنُ رَحْمَةِ رَبِّكَ﴾: النّبوة رحمة ورحمة ربك تشمل النّبوة وغيرها من أنواع الرّحمة، فيعطوا من يشاؤون ويمنعوا من يشاؤون، والرّحمة هي كلّ ما يجلب ما يسرّ ويدفع ما يضرّ (الوقاية) وتعني الإنعام على المحتاج.
﴿الْعَزِيزِ﴾: القوي الممتنع لا يحتاج إلى أحد ولا يضره ولا ينفعه أحد، ولا يُقهر ولا يُغلب.
﴿الْوَهَّابِ﴾: صيغة مبالغة من: وهب وتدل على كثرة الوهب: العطاء بدون مقابل، واهب النّعم الباطنة والظّاهرة دائم الإحسان، شمل ببره وكرمه كلّ مخلوقاته. في هذه الآية خصص الوهاب بالرّحمة وأمّا في الآية (٣٧) من سورة الطّور قال: "خزائن ربك" لم يخصص أطلق، ولم يحدد ما نوع الخزائن.