للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

فإنّ خلقه كان سبباً للخصومة، أو تدل على البدلية بدلاً من أن يكون شاكراً لربه أصبح خصماً له، إذا: ظرفية تفيد الفجأة.

﴿خَصِيمٌ﴾: خصيم شديد الخصومة أو شديد الخصام لله ولرسوله ، الخصيم: الّذي يجادل وينكر الآيات والبعث والحساب والجزاء، والمبالغ في إظهار خصومته وعداوته.

﴿مُبِينٌ﴾: بيّنُ الخصومة لخالقه، خصومته لا تخفى على أحد وظاهرةٌ، قد يكون الإنسان أحياناً خصماً لإنسان آخر، أما أن يكون خصماً أو خصيماً لخالقه العزيز الجبار القهار، هذا شيء لا يتصوره أيّ ذي عقل، خلقه من نطفة ومن ماء مهين فيصبح خصيماً مبيناً!

سورة يس [٣٦: ٧٨]

﴿وَضَرَبَ لَنَا مَثَلًا وَنَسِىَ خَلْقَهُ قَالَ مَنْ يُحْىِ الْعِظَامَ وَهِىَ رَمِيمٌ﴾:

سبب النّزول كما رواه الطبري والواحدي والبيهقي وغيرهم. قيل: إنّ أُبيّ ابن خلف أخذ عظماً قد بلي وراح يفتته أمام رسول الله ويقول: أتزعم يا محمّد أنّ ربك سيُحي هذا؟ فردّ عليه رسول الله قال: نعم، يميتك ثمّ يبعثك ثمّ يحشرك إلى النّار. قالها في وجهه، فنزلت هذه الآيات. وقيل: نزلت في العاص ابن وائل، وعبد الله بن سلول، أو أبي جهل، والعبرة بعموم اللفظ وليس بخصوص السّبب، وهذه الآية جوابٌ لكلّ مكذّب بالبعث.

﴿وَضَرَبَ لَنَا مَثَلًا﴾: المثل هو العظم البالي الّذي فتته بيده هذا الكافر ثمّ ذرّاه في الهواء.

<<  <  ج: ص:  >  >>