للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

﴿إِلَّا﴾: أداة حصر، ذكر: سماه ذكراً وقرآناً مبيناً والقرآن الحكيم.

﴿ذِكْرٌ﴾: ذكر نوع من التذكير يذكر قارئه بخالقه وبأوامره ونواهيه، وبما يحتاجه العبد في دنياه وآخرته، وتبياناً لكل شيء، وليس شعراً وسحراً كما يدّعي الكافرون. ارجع إلى سورة (ص) آية (١) لمزيد من البيان.

﴿وَقُرْآنٌ مُبِينٌ﴾: قرآن بيّن واضح لكلّ قارئ يقرأ القرآن أنّه ليس من قول البشر أو شعراً، وهو واضح أنّه تنزيل العزيز الرّحيم.

وقد وردت أربع آيات في القرآن تقول: إن هو إلا ذكر للعالمين؛ يوسف (١٠٤)، يس (٦٩)، ص (٨٦)، التّكوير (٥)، ووردت آية واحدة: (وما هو إلا ذكر للعالمين) القلم (٥٢)، إن أقوى نفياً وتوكيداً من ما، ووردت آية واحدة في كلّ القرآن تقول: ﴿إِنْ هُوَ إِلَّا ذِكْرَى لِلْعَالَمِينَ﴾ [الأنعام: ٩٠]. ارجع إلى سورة الأنعام لمعرفة الفرق بين ذكر، وذكرى، وللبيان. ثمّ يذكر الله سبحانه مهمة هذا الذّكر وهذا القرآن المبين في الآية (٧٠).

سورة يس [٣٦: ٧٠]

﴿لِيُنْذِرَ مَنْ كَانَ حَيًّا وَيَحِقَّ الْقَوْلُ عَلَى الْكَافِرِينَ﴾:

﴿لِيُنْذِرَ﴾: اللام للتوكيد، ينذر: من الإنذار وهو الإعلام (التّبليغ) مع التّحذير والتّخويف، لينذر هذا الذّكر أو القرآن.

﴿مَنْ﴾: ابتدائية استغراقية بمعنى الّذي، ومن: تشمل المفرد، والجمع، وللعاقل.

﴿كَانَ حَيًّا﴾: حياً: مؤمناً؛ لأنّ الإيمان حياة والكفر موت؛ لقوله تعالى: ﴿إِنَّمَا يَسْتَجِيبُ الَّذِينَ يَسْمَعُونَ وَالْمَوْتَى يَبْعَثُهُمُ اللَّهُ ثُمَّ إِلَيْهِ يُرْجَعُونَ﴾ [الأنعام: ٣٦]، ﴿يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اسْتَجِيبُوا لِلَّهِ وَلِلرَّسُولِ إِذَا دَعَاكُمْ لِمَا يُحْيِيكُمْ﴾ [الأنفال: ٢٤]، وكما قال تعالى:

<<  <  ج: ص:  >  >>