تؤمنون به، وتجحدون بنعمه: تكفرون من الكفر والكفر نقيض الإيمان، والكفر نقيض الشّكر، والكفر: لغةً هو الستر. ارجع إلى سورة البقرة آية (٦) لمزيد من البيان في معنى الكفر.
﴿نَخْتِمُ عَلَى أَفْوَاهِهِمْ﴾: نختم: بصيغة الجمع: للتعظيم؛ أي: يختم الله سبحانه على أفواههم في يوم القيامة، كما ختم على قلوبهم في الدّنيا فلا يدخلها إيمان، ولا يخرج منها كفر؛ أي: يمنعهم من الكلام حتّى لا يعتذروا ولا يَستعتبوا، فالمقام مقام حساب فلا جدوى من الاستغفار والاعتذار فقد انتهى زمن التكليف وزمن الكلام وحان زمن الختم على الأفواه، فلم يعد للسان دور، وتقيّد الألسن لتنطق الجوارح.
﴿وَتُكَلِّمُنَا أَيْدِيهِمْ﴾: تكلمنا أيديهم تطوعاً لا أمراً ولا إكراهاً.
﴿وَتَشْهَدُ أَرْجُلُهُم﴾: تتطوع الجوارح بالشّهادة مثل الأرجل والسّمع والأبصار والجلود والأيدي ومع أنّها هي الجوارح نفسها الّتي فعلت المعاصي والذّنوب في الدّنيا فهي لا تشهد على ذاتها؛ أي الأيدي لا تشهد على الأيدي نفسها أو الأرجل على الأرجل إنما تشهد على النّفس الّتي أخضعت الجوارح وأمرتها أن تسير حسب هواها وشهواتها، فالجوارح والأعضاء في الآخرة تتحرر من تبعيتها للنفس وتصبح تابعة لله سبحانه وحينذاك الأيدي تتكلم وتشهد الأرجل، ولكن لماذا نسب الكلام إلى الأيدي والشّهادة للأرجل؟ لأنّ معظم