للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

الأعمال تقوم بها الأيدي وما دامت أنّ الأيدي أصبحت المدّعية في محكمة الحق سبحانه فالأيدي تحتاج إلى شاهد فتتطوع الأرجل فتشهد؛ فقد روى مسلم والنسائي عن أنس بن مالك أن النبي قال: «يقول العبد يوم القيامة: لا أجيز علي إلا شاهداً من نفسي فيقول: كفى بنفسك اليوم عليك حسيباً، وبالكرام الكاتبين شهوداً، فيختم على فيه، ويقال لأركانه انطفي، فتنطق بعمله، ثم يُخلى بينه وبين الكلام، فيقول: بعداً لكنَّ وسحقاً، فعنكن كنت أناضل». واختار في هذه الآية الأيدي والأرجل، وفي سورة النور آية (٢٤) قال تعالى: ﴿يَوْمَ تَشْهَدُ عَلَيْهِمْ أَلْسِنَتُهُمْ وَأَيْدِيهِمْ وَأَرْجُلُهُم بِمَا كَانُوا يَعْمَلُونَ﴾ أضاف الألسنة، وفي سورة فصلت آية (٢٠) قال تعالى: ﴿حَتَّى إِذَا مَا جَاءُوهَا شَهِدَ عَلَيْهِمْ سَمْعُهُمْ وَأَبْصَارُهُمْ وَجُلُودُهُمْ بِمَا كَانُوا يَعْمَلُونَ﴾ أضاف السمع والأبصار والجلود، وإذا جمعنا الشهود نجدهم أصبحوا (٦) شهداء، وإذا أضفنا إلى هؤلاء الستة الملائكة الكتبة عن اليمين وعن الشمال والأرض التي يمشي عليها والسماء التي يمشي تحتها يصبح عدد الشهداء (١٠) شهداء، والرسول كما قال تعالى: ﴿وَيَكُونَ الرَّسُولُ عَلَيْكُمْ شَهِيدًا﴾ [البقرة: ٤٣] سبحان الله ألا يكفي ذلك؟!

أمّا كيف تنطق الأيدي؟! فلو نظرت إلى اللسان والأيدي الكل يتركب من عضلات ودم وأعصاب فمن أنطق اللسان يمكن أن ينطق الأيدي، والأمر ليس صعباً على الله تعالى.

﴿بِمَا كَانُوا يَكْسِبُونَ﴾: الباء للإلصاق، وما بمعنى الّذي أو مصدرية: بما كسبتم، والكسب: هو الفعل العائد على فاعله بنفع أو ضر، و الكسب يحتاج إلى تدريب وتكرار، والكسب تقوم به الجوارح والجوارح تسمى كواسب وحين يعمل الإنسان المعصية أو السّيئة ويفرح بها ويتحدث بها يعتبرها كسباً، ولم يقل

<<  <  ج: ص:  >  >>