ثابتة عندهم غفلتهم دائمة ومستمرة، والغفلة: عبارة عن عدم حضور الشّيء في البال مع بقاء الصّورة أو المعنى في الخيال، غافلون عن التّوحيد والبعث وغافلون عن الشّرائع والأحكام وعاقبة ما هم عليه من الشّرك والمعاصي. ارجع إلى سورة البقرة آية (٧٤) لمزيد من البيان في معنى الغفلة.
﴿لَقَدْ﴾: اللام للتوكيد، قد: للتحقيق؛ أي: حق القول على أكثرهم.
﴿حَقَّ الْقَوْلُ﴾: حق: وجب وثبت، القول: العذاب.
وجب وثبت وقوع العذاب عليهم ولكنه لم يقع بعد (سيقع في المستقبل) أي: هم استحقوا وقوع العذاب عليهم بما قدموه أو كسبت أيديهم، ولو قال سبحانه: ﴿وَوَقَعَ الْقَوْلُ عَلَيْهِم﴾ [النّمل: ٨٥]، أي: وقع العذاب، تم وقوعه وانتهى، وقيل: القول قيام السّاعة، وقيل: هو ﴿لَأَمْلَأَنَّ جَهَنَّمَ مِنَ الْجِنَّةِ وَالنَّاسِ أَجْمَعِينَ﴾ [السّجدة: ١٣]، والقول قد يشمل كلّ تلك المعاني معاً.
ولا بد من مقارنة هذه الآية مع الآية (٢٥) من سورة فصلت وهي قوله تعالى: ﴿وَحَقَّ عَلَيْهِمُ الْقَوْلُ﴾: نجد أنه في آية ياسين قدم القول على أكثرهم (الجار والمجرور)، وفي آية فصلت قدم الجار والمجرور عليهم على القول، والتقديم والتأخير يحمل معنى الاهتمام؛ أي: من الأهم، ففي آية ياسين الاهتمام على العذاب (القول) فقدمه، وفي آية فصلت قدم (عليهم)؛ أي: أعداء الله تعالى والخاسرين.
﴿عَلَى أَكْثَرِهِمْ﴾: على أكثر أهل مكة وغيرهم وليس عليهم جميعاً دليلاً على أنّ منهم من سيؤمن. وإذا نظرنا في هذه الآية نجد أنه قدم القول على الجار