للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

﴿الْعَزِيزِ﴾: القوي الّذي لا يُغلب ولا يُقهر، والممتنع الّذي لا يضرهُ أحد ولا يُنال بأذى ﴿فَلِلَّهِ الْعِزَّةُ جَمِيعًا﴾ [فاطر: ١٠]. وهذا الاسم يدل على الرهبة والخشية.

﴿الرَّحِيمِ﴾: ذو الرحمة مشتقة من الرّحمة، على وزن: فعيل، تدل على ثبوت الرّحمة كصفة لذاته، فرحمته دائمة لا تنقطع رحيم بعباده المؤمنين. واختيار العزيز الرحيم ليجمع بين الترهيب والترغيب؛ العزة والرحمة في آن واحد مما يبعث على الأمل في الأنفس.

سورة يس [٣٦: ٦]

﴿لِتُنْذِرَ قَوْمًا مَا أُنْذِرَ آبَاؤُهُمْ فَهُمْ غَافِلُونَ﴾:

﴿لِتُنْذِرَ﴾: اللام لام التّعليل، تنذر: من الإنذار وهو الإعلام مع التّحذير.

﴿قَوْمًا﴾: أي قريش.

﴿مَا أُنْذِرَ آبَاؤُهُمْ فَهُمْ غَافِلُونَ﴾: ما: لها ثلاث احتمالات: إما نافية، أو اسم موصول، أو مصدرية؛ إما نافية؛ أي: لم يأتهم (قريش أو أهل مكة وما حولها) نذير أو رسول من قبلك، و (ما): قد تكون اسم موصول بمعنى الّذي، وما: أوسع شمولاً من الذي؛ أي: لتنذر قوماً بالّذي أنذر به آباؤهم؛ أي: (إبراهيم وإسماعيل) أو لتنذر قوماً كما أنذر آباؤهم إبراهيم وإسماعيل . وإذا قارنا هذه الآية مع الآية (٤٤) في سورة سبأ هي قوله تعالى: ﴿وَمَا أَرْسَلْنَا إِلَيْهِمْ قَبْلَكَ مِنْ نَذِيرٍ﴾، وقوله تعالى في الآية (٢٤) في سورة فاطر: ﴿وَإِنْ مِّنْ أُمَّةٍ إِلَّا خَلَا فِيهَا نَذِيرٌ﴾: نجد آية سبأ تؤكد ما جاء في آية ياسين، وأما آية فاطر فهي تعني مطلق الأمم من آدم إلى بعثة رسول الله فقد أرسل الله سبحانه نذيراً إلى كل أمة، والأمة تعريفها: جماعة من الناس بغض النظر عن العدد أو الحيز الجغرافي.

﴿فَهُمْ غَافِلُونَ﴾: هم تفيد التّوكيد، غافلون: جمع غافل؛ أي: صفة الغفلة

<<  <  ج: ص:  >  >>