والمجرور أكثرهم، ولم يقل لقد حق على أكثرهم القول للأهمية أهمية القول؛ أي: العذاب أو الساعة، أو لأملأن جهنم من الجنة والناس أجمعين، أو لأن السياق في العذاب.
﴿فَهُمْ﴾: الفاء تعليلية، هم ضمير فصل يفيد التّوكيد.
﴿لَا﴾: النّافية.
﴿يُؤْمِنُونَ﴾: لأنّ الله سبحانه علم من الأزل أنّهم سيصرون ويستمرون على كفرهم ويموتون وهم كفار، فأخبر الله تعالى عنهم فقال: لا يؤمنون.
في الآية السّابقة قال تعالى: ﴿فَهُمْ لَا يُؤْمِنُونَ﴾ أي: سيموتون وهم كفار. وفي هذه الآية يصف لنا الله سبحانه ما سيحدث لهم يوم القيامة وفي النّار.
﴿إِنَّا﴾: للتعظيم والتّهويل.
﴿جَعَلْنَا فِى أَعْنَاقِهِمْ أَغْلَالًا﴾: في أعناق الّذين ماتوا وهم كفار، أغلالاً: جمع غل؛ وهو سلسلة من الحديد تشد به اليد إلى العنق.
﴿فَهِىَ إِلَى الْأَذْقَانِ﴾: بعد شد الغلّ تحت الذّقن يرتفع الرّأس، وبالتّالي يرتفع النّظر فلا يكاد يرى طريقه أو يهتدي إلى موضع قدميه، ولا يستطيع أن يلتفت يمنة أو يسرى فيمشي على حيرة وتردد. ولم تذكر الأيدي؛ لأنّه مفهوم أن الغل يقيد اليد والعنق.
﴿فَهُمْ مُّقْمَحُونَ﴾: الفاء للتعليل، مقمحون؛ أي: رافعو رؤوسهم لا يستطيعون خفضها من شدة الغل، ورفع الذّقن، مأخوذة من: إبل قماح؛ أي: حين ترفع رأسها عن حوض الماء ولا تشرب.