ومعرضة للأغيار. وهي نابعة من شرف الإيمان بالله والقرآن واتباع الرّسول ﷺ والتّوحيد والإخلاص.
﴿إِلَيْهِ يَصْعَدُ الْكَلِمُ الطَّيِّبُ﴾: تقديم إليه يفيد الحصر، أيْ: إليه وحده، يصعد: من الصّعود، ويختلف الصعود من الارتفاع؛ الصعود: لا يحتاج إلى فاعل، أما الرفع: فيحتاج إلى فاعل؛ أي: الكلم الطيب يصعد إليه سبحانه مرة واحدة من قائله دون الانتقال في منازل.
الكلم الطّيب: الكلم أوسع وأعم من الكلام، الكلم: قد تعني كلمة أو كلمتين أو ثلاث، أما الكلام: يعني الجمع (أكثر من ثلاث) ولا يشمل الكلمة، والكلمة والكلم قد تكون لا إله إلا الله محمّد رسول الله، والصّلاة وتوحيد الألوهية والرّبوبية والأسماء والصّفات، والذّكر والتّلاوة والدّعاء، وكل كلام فيه ثواب أيْ: يثاب عليه العبد من الله تعالى، والكلم لا يشترط أن يكون له معنى، أما الكلام: له معنى، والكلم: جمع كثرة، وكلمات: جمع قلة.
﴿وَالْعَمَلُ الصَّالِحُ يَرْفَعُهُ﴾ الواو: عاطفة، العمل الصّالح كأداء الفرائض والنّوافل، وذكر الله تعالى والإحسان، واجتناب المحارم، وكل عمل يثاب عليه العبد كالإصلاح بين النّاس وإماطة الأذى عن الطّريق.
والعمل الصّالح يرفعه: الهاء في يرفعه قد تعود إلى العمل الصّالح أي: العمل الصّالح يرفع الكلم الطّيب؛ أي: إذا وافق القول الفعل قُبل العمل الصّالح، وإن خالف رُدَّ، أو الهاء في يرفعه تعود على الكلم الطّيب أيْ: لا عمل صالح يُقبل إلا من موحِّد، فالتّوحيد هو الأصل للقبول فالمشرك بالله لا يُقبل منه أيُّ عمل صالح حتّى يتوب، ويرجع إلى الله، أو الهاء تعود إلى الله سبحانه أيْ: والعمل الصّالح يقبلُه الله.