فالإيمان يجب أن يقرن بالعمل الصّالح وبالعكس حتّى يُقبل.
﴿وَالَّذِينَ يَمْكُرُونَ السَّيِّئَاتِ﴾: الّذين اسم موصول، يمكرون: من المكر: وهو التّدبير الخفي لإيقاع الضّرر بالغير من دون علمه، ويمكرون: بصيغة المضارع تدل على التجدد والتكرار والاستمرار، ﴿أَفَأَمِنَ الَّذِينَ مَكَرُوا السَّيِّئَاتِ﴾ [النحل: ٤٥] تدل على الماضي.
أيْ: يدبرون السّيئات: مثل الشّرك والمعاصي والفساد أو إيذاء رسول الله ﷺ والمؤمنين، والنّيل منهم، كما فعلوا في دار النّدوة مثلاً، وفي غيرها من اجتماعات أهل الكفر والنّفاق والشّرك للنيل من المؤمنين.
﴿لَهُمْ عَذَابٌ شَدِيدٌ﴾: اللام لام الاختصاص لهم خاصة. عذاب شديد: شديد الإيلام.
﴿وَمَكْرُ أُولَئِكَ هُوَ يَبُورُ﴾: أولئك اسم إشارة واللام للبعد، ويشير إلى الكفار والمشركين والمنافقين والعصاة، هو: ضمير يفيد التّوكيد.
﴿وَمَكْرُ أُولَئِكَ هُوَ يَبُورُ﴾: من بائر باطل من البوار: الأرض البوار الّتي لا تنبت بالزّرع أو الثّمر ولا تنتج شيئاً، أيْ: مكر هؤلاء صناديد قريش الّذين حاولوا المكر برسول الله ﷺ ليثبتوه أو يقتلوه أو يخرجوه هو باطل، ولن يتحقق.
﴿وَاللَّهُ خَلَقَكُمْ مِنْ تُرَابٍ﴾: أيْ: خلق أباكم آدم من تراب، لأنّكم من آدم وآدم من تراب، وكان خلقه على مراحل: طين، ثمّ طين لازب، ثمّ حمأ مسنون، ثمّ صلصال كالفخار، ثمّ نفخ فيه الرّوح.