﴿مَنْ﴾: شرطية، تشمل المفرد والمثنى والجمع، ومن للعاقل.
﴿مَنْ كَانَ يُرِيدُ الْعِزَّةَ﴾: من: يطلب ويرجو العزة والشّرف، فليعلم أن لله العزة جميعاً والعزة لها أنواع عزة القوة وعزة المنعة وعزة الغلبة والقهر، فليطلبها أو يرجوها من الله سبحانه وحده، ولا يرجوها من صنم أو وثن أو طاغوت؛ لأنّ العزة الحقيقية كلها جميعاً له وحده والعزة الحقيقية هي الّتي لا تزول ولا تضعف ولا تتحوَّل.
﴿فَلِلَّهِ الْعِزَّةُ جَمِيعًا﴾: تقديم الجار والمجرور، فلله: يفيد الحصر والتّوكيد أنّ العزة له وحده، جميعاً: للتوكيد.
وعزة العبد لا تنال إلا بطاعة الله والقرب منه، وليست بعبادة الآلهة والأصنام والتّقرب منها، وإذا كانت العزة لله جميعاً، فكيف نفسر قوله تعالى: ﴿وَلِلَّهِ الْعِزَّةُ وَلِرَسُولِهِ وَلِلْمُؤْمِنِينَ﴾ [المنافقون: ٨]؟ هذا من فيض الله ﷿ وكرمه على رسوله وعلى المؤمنين وصفهم بأن لهم عزة، وهي عزة مؤقتة عارضة