للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

وتشهد الملائكة عليهم أنّهم كانوا كاذبين، والله سبحانه يعلم منذ الأزل فيما إذا عبدوهم أم لا، والسّؤال ليس ليعلم الله سبحانه ذلك وإنما ليقيم عليهم الحجة والله سبحانه غني عن سؤالهم، وفي السّؤال تنزيه للملائكة من أن يسألوا أحداً أن يعبدهم.

سورة سبأ [٣٤: ٤١]

﴿قَالُوا سُبْحَانَكَ أَنْتَ وَلِيُّنَا مِنْ دُونِهِم بَلْ كَانُوا يَعْبُدُونَ الْجِنَّ أَكْثَرُهُم بِهِمْ مُّؤْمِنُونَ﴾:

﴿قَالُوا سُبْحَانَكَ﴾: أي جاء الرّد المباشر من الملائكة على السّؤال: أهؤلاء إيّاكم كانوا يعبدون؟ بقولهم: سبحانك؛ أي: ننزهك عن الشّريك وأن يُعبد سواك وننزهك من كلّ نقص وعيب في ذاتك وأسمائك وأفعالك وصفاتك.

﴿أَنْتَ وَلِيُّنَا﴾: أنت للتوكيد، ولينا: وحدك؛ أي: لا ولي لنا سواك، والولي أي المتولي أمورنا ومدبّرها، لم نسألهم أن يعبدونا أو يطيعونا.

﴿مِنْ دُونِهِم﴾: أي نتبرأ منهم لا نحن أولياؤهم ولا هم أولياؤنا، ونعتذر إليك ونسألك المغفرة.

﴿بَلْ كَانُوا يَعْبُدُونَ الْجِنَّ﴾: بل للإضراب الانتقالي، يعبدون الجن: أي شياطين الجن (إبليس وجنوده)، انتبه هنا لا تفهم من ظاهر هذه أنّ الملائكة تخبر الله أنّ المشركين كانوا يعبدون الجن، أليس الله سبحانه يعلم ذلك، وإنما المقصود بهذه الآية أنّ المشركين إن كانوا يعبدوننا، فهم كانوا في عبادتهم لنا يطيعون الجن (شياطين الجن إبليس وجنوده بالوسوسة والإغواء والتّزيين).

﴿أَكْثَرُهُم بِهِمْ مُّؤْمِنُونَ﴾: أي أكثر المشركين يؤمنون بالجن: أي يصدقون

<<  <  ج: ص:  >  >>