للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

الجن (شياطين الجن)، ويطيعونهم، وهذا ما ذكره الله سبحانه في الآية (١٢٨) من سورة الأنعام بقوله: ﴿وَيَوْمَ يَحْشُرُهُمْ جَمِيعًا يَامَعْشَرَ الْجِنِّ قَدِ اسْتَكْثَرْتُم مِنَ الْإِنسِ وَقَالَ أَوْلِيَاؤُهُم مِنَ الْإِنسِ رَبَّنَا اسْتَمْتَعَ بَعْضُنَا بِبَعْضٍ وَبَلَغْنَا أَجَلَنَا الَّذِى أَجَّلْتَ لَنَا قَالَ النَّارُ مَثْوَاكُمْ خَالِدِينَ فِيهَا﴾، مؤمنون: جمع مؤمن؛ أي: مصدّق وجاء بصيغة الجملة الاسمية لتدل على الثّبوت، ثبوت الإيمان، ثبوت إيمانهم بالجن؛ لأنّ الجن كانوا يسترقون السّمع ثمّ يخبرون بها أولياءهم من الإنس، فيظن النّاس أنّ الجن تعلم الغيب. وكما بين الله سبحانه ذلك في قوله في سورة الجن الآية (٦): ﴿وَأَنَّهُ كَانَ رِجَالٌ مِنَ الْإِنسِ يَعُوذُونَ بِرِجَالٍ مِنَ الْجِنِّ فَزَادُوهُمْ رَهَقًا﴾، وهناك القلة من الإنس الّذين كانوا لا يعبدون الجن كانوا يشركون بالله بدون تدخل الشّيطان.

سورة سبأ [٣٤: ٤٢]

﴿فَالْيَوْمَ لَا يَمْلِكُ بَعْضُكُمْ لِبَعْضٍ نَّفْعًا وَلَا ضَرًّا وَنَقُولُ لِلَّذِينَ ظَلَمُوا ذُوقُوا عَذَابَ النَّارِ الَّتِى كُنْتُمْ بِهَا تُكَذِّبُونَ﴾:

﴿فَالْيَوْمَ﴾: الفاء للتوكيد، اليوم: يوم الحساب أو القيامة.

﴿لَا يَمْلِكُ بَعْضُكُمْ لِبَعْضٍ﴾: لا النّافية، يملك: بعضكم لبعض: المعبودون للعابدين أو المتبوعون للتابعين، لبعض: اللام لام الاختصاص.

﴿نَّفْعًا وَلَا ضَرًّا﴾: جاءتا بصيغة النّكرة؛ لتشملا كلّ نفع أو كلّ ضر مهما كان نوعه وقدره، لا شفاعة ولا زلفى ولا نجاة ولا نصراً ولا شيئاً مهما قلّ وصغر أو كبر، وقدّم النّفع على الضّر؛ لأنّ سياق الآيات في القربى والزّلفى والشّفاعة الّتي تعني الفائدة منها والرزق والأموال والأولاد والإنفاق.

﴿وَنَقُولُ لِلَّذِينَ ظَلَمُوا﴾: نقول: للتعظيم، للذين: اللام لام الاختصاص،

<<  <  ج: ص:  >  >>