للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

سورة الأحزاب [٣٣: ٦٨]

﴿رَبَّنَا آتِهِمْ ضِعْفَيْنِ مِنَ الْعَذَابِ وَالْعَنْهُمْ لَعْنًا كَبِيرًا﴾:

﴿رَبَّنَا﴾: ولم يقولوا: يا ربنا: ارجع إلى الآية السّابقة.

﴿آتِهِمْ ضِعْفَيْنِ مِنَ الْعَذَابِ﴾: قيل: عذاب مضاعف؛ لأنّهم أضلوا أنفسهم وأضلونا معهم، أيْ: ضلالهم لم يقتصر على أنفسهم، وإنّما تعدَّى إلى غيرهم، أي: اجعل عذابهم ضعفي عذابنا.

﴿وَالْعَنْهُمْ لَعْنًا كَبِيرًا﴾: طلبوا لهم اللعن، أيْ: طلبوا من الله أن يطردهم من رحمته، وأن يكون هذا اللعن لعناً كبيراً؛ لأنّهم ضلوا وأضلونا وليس لعناً عادياً.

سورة الأحزاب [٣٣: ٦٩]

﴿يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَكُونُوا كَالَّذِينَ آذَوْا مُوسَى فَبَرَّأَهُ اللَّهُ مِمَّا قَالُوا وَكَانَ عِنْدَ اللَّهِ وَجِيهًا﴾:

المناسبة: بعد أن ذكر الله سبحانه الّذين آذوا الله وآذوا رسوله ، ثم الّذين آذوا المؤمنين، ثم ينادي الّذين آمنوا بنداء جديد بأن لا يكونوا كبني إسرائيل الّذين آذوا نبيهم موسى الّذي جاء لينقذهم من الاستعباد والعذاب.

وهم آذوه مرات عديدة مثال: حين اتهموه بقتل أخيه هارون، أو حين اتهموه بالبرص، وحين اتهموه بالعيب الخلقي، وهو الأدرة وهو انتفاخ بالصفن بسبب كيسة، وحين اتهموه بالزّنى بالمرأة البغي بعد أن حرضها قارون على اتهام موسى بالفاحشة.

﴿فَبَرَّأَهُ اللَّهُ مِمَّا قَالُوا﴾: أيْ: أطلعهم الله تعالى على أنّه بريء من البرص والعيب الخلقي، وأنه آدر، كما قال ابن عباس: خرج موسى ذات يوم ليغتسل فوضع ثيابه على حجر فجرف الماء الحجر وعليه ثوبه فركض موسى عرياناً يطلب ثيابه، فرآه بنو إسرائيل فقالوا: والله ما به من بأس فبرَّأه الله من ذلك وبرَّأه الله من الزّنى ومن قتل أخيه.

<<  <  ج: ص:  >  >>