﴿وَقَالُوا رَبَّنَا﴾: لم يقولوا: يا ربنا: حذفوا ياء النّداء للبعد؛ لأنّ الموقف في الآخرة والله سبحانه قريب منهم يسمعهم.
﴿إِنَّا أَطَعْنَا سَادَتَنَا﴾: السّادة جمع سيد: وهو الّذي يتولَّى تدبير القوم وعليهم طاعته؛ لأنّه ينظر في أمورهم فهو سيد القوم ورئيسهم.
﴿وَكُبَرَاءَنَا﴾: جمع للصفة كبير وهو الّذي يفضلهم في العلم أو السّن أو الشّرف.
فهم يلقون اللوم على السّادة والكبراء، لعلَّ الله يقبل اعتذارهم وسادتنا تدل على الكثرة، أيْ: أطعناهم فكانوا عوناً لنا على الشّرك والكفر والمعاصي. وهناك فرق بين كبراءنا، وأكابر؛ الأكابر: جمع أكبر، وهم أعظم أو أبلغ من كبراء.
﴿فَأَضَلُّونَا السَّبِيلَا﴾: أيْ: لم يهدوننا إلى الصّراط المستقيم وساروا بنا في طريق الضّلال.
وأضلونا السّبيلا: مد السّبيل فقال السّبيلا: لأنّ المقام مقام صراخ وعويل وبكاء، وعدم استقرار ولا سكون.
وإذا قارنا هذه الآية بالآية (٤) من نفس السّورة ﴿وَاللَّهُ يَقُولُ الْحَقَّ وَهُوَ يَهْدِى السَّبِيلَ﴾: لم يمد السّبيل: لأنّ هذه السّبيل مليئة بالسّكون والطّمأنينة والاستقرار؛ لأنّه سبيل الله الحق يختلف عن سبيل السّادة والكبراء.