للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

﴿الرَّسُولَا﴾: فيها زيادة ا لألف الّتي تدل على طول الكلمة بدلاً من أطعنا الله والرّسول ولتدل على تمنٍّ ممزوج بصراخ وعويل طويل مرير من أهل النار.

سورة الأحزاب [٣٣: ٦٧]

﴿وَقَالُوا رَبَّنَا إِنَّا أَطَعْنَا سَادَتَنَا وَكُبَرَاءَنَا فَأَضَلُّونَا السَّبِيلَا﴾:

﴿وَقَالُوا رَبَّنَا﴾: لم يقولوا: يا ربنا: حذفوا ياء النّداء للبعد؛ لأنّ الموقف في الآخرة والله سبحانه قريب منهم يسمعهم.

﴿إِنَّا أَطَعْنَا سَادَتَنَا﴾: السّادة جمع سيد: وهو الّذي يتولَّى تدبير القوم وعليهم طاعته؛ لأنّه ينظر في أمورهم فهو سيد القوم ورئيسهم.

﴿وَكُبَرَاءَنَا﴾: جمع للصفة كبير وهو الّذي يفضلهم في العلم أو السّن أو الشّرف.

فهم يلقون اللوم على السّادة والكبراء، لعلَّ الله يقبل اعتذارهم وسادتنا تدل على الكثرة، أيْ: أطعناهم فكانوا عوناً لنا على الشّرك والكفر والمعاصي. وهناك فرق بين كبراءنا، وأكابر؛ الأكابر: جمع أكبر، وهم أعظم أو أبلغ من كبراء.

﴿فَأَضَلُّونَا السَّبِيلَا﴾: أيْ: لم يهدوننا إلى الصّراط المستقيم وساروا بنا في طريق الضّلال.

وأضلونا السّبيلا: مد السّبيل فقال السّبيلا: لأنّ المقام مقام صراخ وعويل وبكاء، وعدم استقرار ولا سكون.

وإذا قارنا هذه الآية بالآية (٤) من نفس السّورة ﴿وَاللَّهُ يَقُولُ الْحَقَّ وَهُوَ يَهْدِى السَّبِيلَ﴾: لم يمد السّبيل: لأنّ هذه السّبيل مليئة بالسّكون والطّمأنينة والاستقرار؛ لأنّه سبيل الله الحق يختلف عن سبيل السّادة والكبراء.

<<  <  ج: ص:  >  >>