للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

آية (٢١): ﴿وَالَّذِينَ آمَنُوا وَاتَّبَعَتْهُمْ ذُرِّيَّتُهُمْ بِإِيمَانٍ أَلْحَقْنَا بِهِمْ ذُرِّيَّتَهُمْ﴾، إيمان الآباء رفع درجة الأبناء ليكونوا مع آبائهم يوم القيامة.

﴿وَلَا مَوْلُودٌ هُوَ جَازٍ عَنْ وَالِدِهِ شَيْئًا﴾: تكرار (لا) يفيد زيادة توكيد النّفي، وفصل كل أمر عن الآخر أو كلاهما معاً.

﴿مَوْلُودٌ هُوَ جَازٍ عَنْ وَالِدِهِ﴾: المولود لا يقع إلا من ولد منك.

ولم يقل ولا ولد هو جاز عن والده؛ لأن الولد يقع على الولد وولد الولد، والولد يقول لجده أو عمه: أب، فإذا كان المولود لا يجزي عن والده الّذي ولد منه فمن الظاهر أنه لا يجزي عن جده أو عمه أو إخوته.

﴿هُوَ﴾: ضمير فصل يفيد التّوكيد.

﴿جَازٍ عَنْ وَالِدِهِ شَيْئًا﴾: أي لا يغني عن والده شيئاً، (شيئاً) بصيغة النكرة لم يحدد؛ ليشمل كل شيء من الأشياء من شفاعة أو حسنة أو عذاب أو فدية أو أيّ شيء من الجزاء.

لا يجزي الوالد عن ولده بدافع الحنان والشفقة.

ولا يجزي مولود عن والده بدافع التكليف أو الوصاية، ووصينا الإنسان بوالديه إحساناً.

وإذا قارنّا كلمة جازٍ بكلمة يجزي، جاز: هو اسم، أما يجزي هو فعل، والاسم أقوى من الفعل؛ لأنه يدل على الثبوت والفعل يدل على التجدد والتكرار.

فالوالد لا يجزي: أي لا يجري بشكل متكرر، ولكنه أحياناً قد يجزي وأحياناً لا يجزي فربما هناك بعض الجزاء.

<<  <  ج: ص:  >  >>