للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

بطاعة أوامره وتجنب نواهيه، ربكم: مشتقة من الربوبية وهي التربية؛ وتعني الخالق الرازق المدبر المسيطر المربي، واختار كلمة ربكم؛ لأنه يريد أن يذكّرهم بأنه رب النّاس رب العالمين.

﴿وَاخْشَوْا يَوْمًا﴾: الخشية هي الخوف المقرون بالعلم والمقرون بالتعظيم والمهابة للذي تخشاه، يوماً: أي يوم القيامة جاء بصيغة النكرة؛ ليدل على التهويل والتعظيم.

﴿لَا يَجْزِى﴾: (في الآخرة) ﴿لَا يَجْزِى وَالِدٌ عَنْ وَلَدِهِ﴾: لا النّافية، يجزي: يُغني أو يقضي عنه ما عليه؛ أي: لا تنفع الولاية والنسب أو القرابة أو الصداقة أو الخلَّة.

ولم يقل لا يجزي فيه: (فيه) ظرفية تعني فقط في ذلك اليوم وغير الأيام تنفع، وإنما أطلق ولم يقل فيه.

﴿وَالِدٌ عَنْ وَلَدِهِ﴾: الوالد: من الولادة؛ أي: الوالد الحقيقي ويختلف عن الأب الذي يرعى أو يربي الولد؛ أي: لا ينفع والد ولده بالشفاعة أو دفع العَدْل أو دفع الضر أو تخفيف يوم من العذاب، أو تحويل العذاب أو تبديله. والولد: كل مولود هو ولد لوالديه والولد يطلق على الولد الصغير أو الكبير وعندما يقرب من سن البلوغ يطلق على غلام.

وقدّم الوالد على الولد؛ لأن الوالد أكثر رحمة وشفقة، والوالد أحرص على نفع ولده من نفع الولد للوالد.

ولم يذكر كلمة (أبداً) فيقول لا يجزي أبداً؛ لأنه كما قال في سورة الطور

<<  <  ج: ص:  >  >>