للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

ولذلك في آية لقمان ارتدع قسم وأصبح مقتصداً، وقسم استمر على ما كان عليه في السابق من الشّرك والكفر.

وفي آية العنكبوت لأن الخطر والكرب كان أقل، فالكل عاد مشركاً بعد الكرب.

وإذا قارنّا آية لقمان (٣٢): ﴿وَإِذَا غَشِيَهُمْ مَّوْجٌ كَالظُّلَلِ﴾ والآية (٤٢) من سورة هود: ﴿وَهِىَ تَجْرِى بِهِمْ فِى مَوْجٍ كَالْجِبَالِ﴾.

الموج في آية لقمان هو موج غرق وهلاك وعذاب، وركاب الفلك هم من عامة النّاس منهم المؤمن أو الكافر والموج يغشاهم كالظُّلل.

الموج في آية هود هو موج إنقاذ ورحمة ونجاة، وركاب الفلك هم نوح والذين آمنوا معه، الموج يجري بهم من تحتهم.

سورة لقمان [٣١: ٣٣]

﴿يَاأَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمْ وَاخْشَوْا يَوْمًا لَا يَجْزِى وَالِدٌ عَنْ وَلَدِهِ وَلَا مَوْلُودٌ هُوَ جَازٍ عَنْ وَالِدِهِ شَيْئًا إِنَّ وَعْدَ اللَّهِ حَقٌّ فَلَا تَغُرَّنَّكُمُ الْحَيَاةُ الدُّنْيَا وَلَا يَغُرَّنَّكُمْ بِاللَّهِ الْغَرُورُ﴾:

المناسبة: بعد أن بيّن الله سبحانه في كثير من الآيات الكونية الدالة على عظمته وقدرته ووحدانيته، أراد أن يختم السورة بالأمر بتقوى الله تعالى ﷿ والخشية من يوم القيامة، ثم ذكر خمسة من مفاتح الغيب لا يعلمها إلا هو.

﴿يَاأَيُّهَا النَّاسُ﴾: ياء النداء والهاء في (أيّها) للتنبيه، النّاس جميعاً المؤمن والكافر، الإنس والجن؛ أي: الثقلين، والناس مشتقة من: النَّوس؛ أي: كثرة الحركة.

﴿اتَّقُوا رَبَّكُمْ﴾: أي اجعلوا بينكم وبين سخطه وغضبه وناره وقاية، وذلك

<<  <  ج: ص:  >  >>