انتبه إلى قوله تعالى: آتينا، أن اشكر لله، آتينا: جاءت بصيغة الجمع والتعظيم، أن اشكر لله بصيغة الإفراد؛ للدلالة على التوحيد.
أن اشكر لله: أي اشكر الله وحده بإخلاص بلا شرك، أو شكراً خالصاً لوجهه، وشكر الله نصف الإيمان، والشكر نوع من العبادة ﴿وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ﴾ [الذاريات: ٥٦]، والشكر أخص من الحمد فالحمد أوسع من الشكر وأعم؛ أي: احمده على إنعامه لك وإنعامه لغيرك.
والشكر خاص بالإنعام الّذي وصل لك وحدك.
الحمد لله: تعني هو المحمود على الإطلاق مني ومن غيري.
وكلمة الحمد تحمل في طياتها التعظيم والمحبة.
﴿وَمَنْ يَشْكُرْ﴾: الواو استئنافية، من: شرطية، يشكر: جاءت بصيغة الفعل المضارع؛ لتدل على التجدد والتكرار لأن الشكر يجب أن يتكرر؛ أي: يتجدد على مر الزّمن من العبد؛ لأن كل نعمة يجب أن يشكر العبد ربه عليها سواء كانت نعمة ظاهرة أو خفية أو ابتلاءً بالشر أو الخير.
﴿يَشْكُرُ لِنَفْسِهِ﴾: أي فائدة شكره تعود عليه وليس على الله سبحانه؛ لأن الله غني عن العالمين وعن شكرهم، وقال تعالى: ﴿لَئِنْ شَكَرْتُمْ لَأَزِيدَنَّكُمْ﴾ [إبراهيم: ٧] فكلما شكرته زادك.
﴿وَمَنْ كَفَرَ﴾: الواو استئنافية، من: شرطية، كفر: جاءت بصيغة الماضي وليس بصيغة المضارع كقوله: ومن يكفر؛ لأن المفروض أن الكفر لا يتجدد ولا يعود ولا يتكرر أبداً ولذلك قال تعالى: ومن كفر، بعكس الشكر.