للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

وفي هذه الآية قال: عذاب أليم، وفي الآية السّابقة: عذاب مهين، وهذا ليس فيه تعارض مرة يكون عذاباً مهيناً أمام النّاس وفيه مذلة ومرة أليماً فيه ألم شديد وليس أمام النّاس وعلى مرآهم.

ولا بد من مقارنة آية لقمان هذه وهي قوله تعالى: ﴿وَإِذَا تُتْلَى عَلَيْهِ آيَاتُنَا وَلَّى مُسْتَكْبِرًا كَأَنْ لَّمْ يَسْمَعْهَا كَأَنَّ فِى أُذُنَيْهِ وَقْرًا فَبَشِّرْهُ بِعَذَابٍ أَلِيمٍ﴾ مع الآية (٨) من سورة الجاثية وهي قوله تعالى: ﴿وَيْلٌ لِكُلِّ أَفَّاكٍ أَثِيمٍ يَسْمَعُ آيَاتِ اللَّهِ تُتْلَى عَلَيْهِ ثُمَّ يُصِرُّ مُسْتَكْبِرًا كَأَنْ لَّمْ يَسْمَعْهَا فَبَشِّرْهُ بِعَذَابٍ أَلِيمٍ﴾.

ليس المستمع واحداً، في آية لقمان يسمع كأن لم يسمع كأن في أذنيه وقراً، بينما في آية الجاثية يسمع كأن لم يسمع ولم يقل في أذنيه وقراً.

لأن في الجاثية قال: يصر مستكبراً (أي على عدم التراجع أو الاستماع) فهذه تعادل أو تساوي كمن في أذنيه وقراً، فصار أحد اللفظين يُغني عن الآخر.

سورة لقمان [٣١: ٨]

﴿إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ لَهُمْ جَنَّاتُ النَّعِيمِ﴾:

مقابل الّذين يشترون لهو الحديث ليضلوا عن سبيل الله هناك الّذين آمنوا وعملوا الصالحات.

﴿إِنَّ الَّذِينَ﴾: إن للتوكيد، الّذين اسم موصول.

﴿آمَنُوا﴾: بالله وملائكته وكتبه ورسله واليوم الآخر.

﴿وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ﴾: الفرائض والنوافل، وغيرها من شعب الإيمان والأعمال الصالحة؛ أي: قرنوا الإيمان بالعمل الصالح، فأحدهما لا يكفي ولا بدّ من الآخر.

﴿لَهُمْ﴾: اللام للاختصاص والاستحقاق.

﴿جَنَّاتُ النَّعِيمِ﴾: جنات: حدائق وبساتين في الجنة وتسمى جنات النعيم،

<<  <  ج: ص:  >  >>