للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

﴿وَيَتَّخِذَهَا هُزُوًا﴾: يتخذها؛ أي: الآيات أو السبيل؛ أي: الدين لقوله تعالى: ﴿قُلْ هَذِهِ سَبِيلِى﴾ [يوسف: ١٠٨]، (فهي مؤنثة) هزواً: أي يستخف بها أو يعيب عليها ويصغّر من قدرها.

﴿أُولَئِكَ لَهُمْ عَذَابٌ مُّهِينٌ﴾ أولئك: اسم إشارة للبعد، لهم: اللام لام الاختصاص أو الاستحقاق.

عذاب مهين: مصحوب بالإهانة والألم؛ لأنه سيكون أمام النّاس وفيه ذلة.

سورة لقمان [٣١: ٧]

﴿وَإِذَا تُتْلَى عَلَيْهِ آيَاتُنَا وَلَّى مُسْتَكْبِرًا كَأَنْ لَّمْ يَسْمَعْهَا كَأَنَّ فِى أُذُنَيْهِ وَقْرًا فَبَشِّرْهُ بِعَذَابٍ أَلِيمٍ﴾:

﴿وَإِذَا﴾: ظرفية زمانية شرطية، تدل على حتمية الحدوث وبكثرة.

﴿تُتْلَى عَلَيْهِ آيَاتُنَا﴾: تُقرأ عليه آياتنا (آيات القرآن)، تتلى: من التلاوة؛ وهي القراءة المتتالية من كتاب الله. ارجع إلى سورة العنكبوت آية (٤٥).

﴿وَلَّى مُسْتَكْبِرًا﴾: أعرض عنها، مستكبراً عن قبول الحق والإذعان لله بالعبادة، وتعود على الّذي يشتري لهو الحديث.

وقال مستكبراً لا يريد سماع آيات الله كفراً وتكبراً، ولم يقل متكبراً؛ لأن مستكبراً ليس عنده مقومات الكبر مثل الغنى والشرف، إذن استكباره باطل وليس له حق أن يتكبر كالفقير المستكبر.

﴿كَأَنْ لَّمْ يَسْمَعْهَا كَأَنَّ فِى أُذُنَيْهِ وَقْرًا﴾: وقراً: ثقلاً في السمع يمنعه من السماع الجيد، أو ولّى مستكبراً مشبهاً من في أذنيه وقر، ولم يقل صمم؛ لأن الصمم يدل على عدم السماع بشكل مطلق، وهو كان يسمعها ويتخذها هزواً.

﴿فَبَشِّرْهُ بِعَذَابٍ أَلِيمٍ﴾: ونحن نعلم أن البشارة تكون عادة في الخير، والإخبار بشيء سار، والفاء تدل على التّوكيد. وأما البشارة بعذاب أليم تعني: التهكم والسخرية منه.

<<  <  ج: ص:  >  >>